في كثيرة الأحيان نقف عند بعض القضايا التربوية متحيرين، ولا نستطيع تشخيص المغزى التربوي من وراء هذه القضية أو تلك، فلابد لنا في مثل هذا الحال الرجوع إلى وزارة التربية والتعليم لتوضيح ما هو خافٍ على الكثيرين من الإداريين والمعلمين، على سبيل المثال لا الحصر، استثناء المديرين والمديرات من إعطائهم الدرجة التعليمية الاستثنائية تعتبر عند من استثنوا وأقصد بذلك مديري ومديرات المدارس، قضية تربوية غير عادية، لأن الجهات المعنية لم تفصح عن الأسباب التربوية التي سمحت لهم التعامل مع المديرين والمديرات بهذه الصورة التي ينظر إليها من قصدناهم بأنها القاتمة أو فلنقل غير واضحة بالنسبة لهم، ربما أحد القراء الأعزاء يسأل، ما مناسبة هذا الكلام؟
أقول له: حديث سمعته من مديري ومديرات مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية، وكان الحديث يدور بينهم بشأن الدرجة الاستثنائية التي يقولون إنهم حرموا منها من دون مبرر واضح ، وإنهم لا يعلمون عن الأسباب والمبررات التي جعلت وزارة التربية والتعليم تستثنيهم في هذه المسألة الحساسة، بعضهم ذكر أن في المدرسة التي يديرونها درجات عدد من المعلمين التعليمية أصبحت بعد حصولهم على الدرجة الاستثنائية أعلى من درجاتهم كمديرين أو مساوية لدرجاتهم، و يقولون: إنهم عندما يتكلمون عن هذه القضية لا يقصدون من ورائها الانتقاص من حق المعلمين، ما حصلوا عليه حق لا أحد يستطيع أن ينكره أحد، ولكن في الوقت نفسه حرمانهم من هذا الحق هو الذي يقلقهم، ويضيفون قائلين: إن ما حدث لهم لا يتناسب ولا يصح تربويا، وأنهم الذين يتحملون مسئولية إدارة عشرات المعلمين ومئات الطلبة وعلى عواتقهم الكثير من الأعمال الإدارية، لا يدرون لماذا يتعامل معهم بهذا الأسلوب غير الواقعي؟ ورأيتهم يتحدثون وهم في وضع نفسي سلبي، ورأينا الإحباط والتثبيط واضح من نبرات كلامهم، وكل ما يطلبونه من وزارة التربية والتعليم النظر في قضيتهم بعين واقعية وبنظرة موضوعية، هل استبعاد الدرجة التعليمية الاستثنائية عنهم تخدم العملية التربوية والتعليمية؟ أليس هذا الإجراء له انعكاسات سلبية على معنوياتهم؟ البعض منهم تمنوا لو يرجعونهم إلى وضعهم السابق كمعلمين إذا كان المنصب هو الذي حال بينهم وبين الدرجة الاستثنائية، ما أردنا قوله: إن هؤلاء المديرون والمديرات ينتظرون من وزارتهم رد فعل إيجابي في هذه المسألة، وإن لا يتغافل عن مطلبهم الذي نعتق بأنه واقعي، حصولهم على الدرجة الاستثنائية سيكون له أثر طيب في نفوسهم، وهذا من المؤكد سيؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على مستوى الطلبة في الجانبين التربوي والتعليمي، وهذا بالطبع لا يسعد الجهات المعنية بالتعليم في البحرين، لأنهم كما نعتقد أكثر حرصا من غيرهم على هذا الجانب، كل ما يتمنونه أن تنظر وزارة التربية والتعليم إلى قضيتهم بعين تربوية فاحصة، وهم على يقين ثابت أنهم سيصلون إلى الحل الذي يثلج صدورهم، ونحن على ثقة أن وزارة التربية التعليم لن تتغافل عن مطلبهم مادام فيه مصلحة تربوية، وحل هذه المشكلة ليس مستعصيا ولا مستحيلا، فهو أبسط من البسيط نفسه.
سلمان سالم
العدد 2413 - الثلثاء 14 أبريل 2009م الموافق 18 ربيع الثاني 1430هـ