عجبا! ولست أعجب... وأكاد أموت قهرا... ولم لا؟! وأنا أجد طموحي يخبو... وآمالي العلمية تتلاشى... فما إن رأيت بصيص أمل يلوح بعيدا... حتى بات هذا الأمل كالسراب يحسبه الظمآن ماء أو كالحلم العابر الذي ما تخطى كونه حلما.
قصتي بدأت هذا الفصل الدراسي - و تحديدا في شهر مارس /آذار العام 2009 - عندما طرحت جامعة البحرين برامج الدراسات العليا (ماجستير) ومن ضمنها برنامج التربية... إذ قمت مباشرة واستفسرت من قسم القبول والتسجيل في جامعة البحرين عن شروط التقدم لبرنامج التربية وكذلك عن الإجراءات المطلوبة – ذلك رغبة مني للالتحاق بالبرنامج وعلى حسابي الخاص – فكانت الشروط منطبقة عليّ إلا أنهم طلبوا موافقة من قبل وزارة التربية والتعليم بأن لا مانع من دراستي في جامعة البحرين في الفترة المسائية وعلى حسابي الخاص باعتباري معلما منتسبا للوزارة.
نعم ... سعيت لطلب الموافقة وكتبت رسالة إلى وزارة التربية والتعليم وتم التعليق عليها بالموافقة وحولت بعد ذلك إلى شئون الموظفين إلا أنني توقفت عن متابعتها!
و لكن، لماذا؟
كل ذلك لأن وزارتنا (التربية) شددت على جامعة البحرين بأن لا تقبل أي متقدم ينوي دراسة الماجستير إلا إذا كان مبتعثا من قبلنا، حتى الذي يتقدم للدراسة على حسابه الخاص فلا تقبله وذلك حرصا منها على أن يكون المنتسب إليها بين المطرقة والسندان... والغريب في الأمر أن الوزارة لا تشترط ذلك على المنتسبين إليها من الخليج، فيكفي أن يحصل الموظف الخليجي التابع لوزارة التربية والتعليم في البحرين على الموافقة ليدرس على حسابه الخاص من دون ابتعاث، إن ذلك والله لقسمة ضيزى.
وعلى الرغم من كل ذلك فلم يداخلني اليأس، فقدمت لطلب بعثة من الوزارة، إلا أنني جوبهت بأن أحد الشروط غير منطبقة علي ألا وهو «عدم إكمالك للسنوات الخمس»!على الرغم من أنني في شهر سبتمبر/أيلول خلال العام الجاري سأكمل سنتي الخامسة - وقالوا لي» لقد حولنا موضوعك على أحد المسئولين الذي يقوم بدوره بتحويله إلى قسم البعثات وقد لا ينتهي موضوعك إلا في العام المقبل»!
وسؤالي إلى وزارة التربية والتعليم: إذا كان أحد الشروط لم ينطبق عليّ؟، فلماذا كان تعاملكم مع من انطبقت عليه الشروط بالمثل ولم يحصل من قبلكم إلا كما حصل لي؟ وإذا كان أحد شروط البعثة لم ينطبق علي فلما لا تسمحون لي بالدراسة على حسابي الخاص؟
عجبا! أهكذا يجازى من أراد لطموحه أن يرقى لخدمة هذا البلد؟!
عجبا! فما هكذا تورد الإبل؟ وسؤالي الآخر: ولم شرط الابتعاث؟
وما فتئنا نسأل حتى جاءنا الجواب من أجل الترقيات... فوالله لا نريد مثل هذه ترقية... ترقية تجعل طموحنا رهنا للسنين العجاف المقبلة.
فماذا تخبئين لنا من شروط ومعوقات يا وزارة التربية؟
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
العدد 2413 - الثلثاء 14 أبريل 2009م الموافق 18 ربيع الثاني 1430هـ