العدد 1159 - الإثنين 07 نوفمبر 2005م الموافق 05 شوال 1426هـ

المطالبة بـ «ثورة إصلاح» في «الأنظمة» للاعتراف بدور الشباب

على رأس قائمة توصيات «شباب الموازي» لمنتدى المستقبل

أجمع المنتدون في محور «تمكين الشباب» التابع إلى المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل الذي بدأ فعالياته أمس في فندق الخليج على الحاجة الملحة إلى إشعال ثورة في الأنظمة وخصوصا العربية منها للاعتراف بالشباب وإعطائهم المكانة التي تتناسب مع دورهم الطبيعي بصفتهم عمادا للمستقبل.

وتبادل الشباب المنتدون الهموم التي تعانيها فئة الشباب في مختلف دول العالم محملين الأنظمة في تلك الدول الجزء الأكبر من المسئولية، ومصرين على أن تصل الرسالة واضحة إلى الدول المشاركة في منتدى المستقبل.

وكان من بين أوراق العمل التي تم عرضها في ورشة عمل تمكين الشباب ورقة أمل فريد أحمد من جمعية الشبيبة البحرينية ركزت فيها على ربط التعليم بحاجات السوق، وتربية القيم الديمقراطية، وتمهين التعليم، إذ شددت أحمد في ورقتها على أن «إحدى المسائل الأساسية التي يمكن أن تؤثر على صوغ التوجهات المستقبلية للتعليم تتمثل في ضرورة ربط مخرجات التعليم بحاجات سوق العمل البحريني، مشيرة إلى ضرورة أن تحصر في هذا المجال التخصصات الجديدة التي يتطلبها سوق العمل مع الأخذ في الحسبان التطورات التكنولوجية الحديثة التي عصفت بالعالم في السنين الأخيرة».

وفي انتقادها للمناهج التعليمية أبدت أحمد تشاؤما وعبرت عنه بقولها: «إننا نعتقد أن مهمة تحسين المناهج الدراسية ستظل في خانة الشعارات المستهلكة ما لم يوجد المعلم القادر على استيعاب المنهج بعمق، وتحويله إلى مادة معرفية محببة ينهل منها الطلبة كلما يحتاجون اليه من معارف ومهارات تشجعهم على التعلم الذاتي، وتبعث فيهم روح المغامرة، واقتحام المجهول، واكتشاف الجديد».


اقتراح صندوق للشباب

أما عبدالرحمن السندي فعنون ورقته بـ «تمكين الشباب لمستقبل أفضل» أكد فيها أهمية إعطاء الشباب خصوصية معينة ضمن توجهات الدولة في جميع المشروعات الحيوية مع التركيز على الجوانب الأساسية والمتعلقة بالعملية التعليمية والتربوية».

واقترح السندي في ورقته أن يكون هناك صندوق للشباب يساهم فيه القطاعان العام والخاص ولو بنسبة محدودة وذلك لتشجيع الطاقات الإبداعية الشبابية وتوفير جميع الإمكانات العلمية التي يمكن من خلالها توفير وتشجيع رواد الأعمال من الشباب على ترجمة طموحاتهم ومشروعاتهم الاقتصادية على أرض الواقع.

إلى ذلك طرحت أنيسة فخرو ورقة ركزت فيها على الجوانب النفسية والتربوية والاجتماعية للشباب، وأوصت في ورقتها بتأكيد إصلاح واقع الأسرة، وإنشاء مراكز التوجيه الأسري التي يمكن أن يلجأ إليها أولياء الأمور كلما احتاجوا إلى ذلك، والمطالبة بزيادة الإنفاق على تعليم الشباب.

وفيما يخص التعليم والمؤسسات التعليمية كان من بين توصيات فخرو في ورقتها زيادة الإنفاق على التعليم بشكل عام، وزيادة الإنفاق على البحث العلمي، وخصوصًا البحوث الخاصة بالشباب والاستفادة من هذه البحوث ميدانيًا، وزيادة عوامل الجذب في المدرسة والجامعة بالنسبة إلى الشباب والتقليل أو الحد من عوامل النفور، وتغيير أساليب تعامل المعلم أو الأستاذ الجامعي مع الطالب، وعدم النظر إليه كمتلق فقط، وزيادة المشروعات والبرامج والأنشطة التي تنمي قدرات الشباب وتبرز طاقاتهم مثل مشروع مركز رعاية الموهوبين الذي طرحته وزارة التربية والتعليم.


هل الدولة تخطط للشباب؟

وأوصت فخرو فيما يخص الدولة والمجتمع ومؤسساته المدنية بضرورة التخطيط المستقبلي للشباب، وصوغ رؤية استراتيجية وطنية للنظر في احتياجات الشباب وكيفية تحقيقها، ومعرفة مشكلاتهم وأسبابها للتوصل إلى حلول عملية وجذرية لهذه المشكلات، وتبني المجلس الأعلى للشباب والرياضة فكرة إنشاء خدمات الخط الشبابي الساخن وتفعيله عمليا، والاهتمام ببرامج الشباب من الجنسين، والعمل على تقديم برامج تربوية تسهم في تغيير النظرة السلبية لكل منهما نحو الآخر، وضرورة العناية بوسائل الإعلام وبرامجها لما لها من دور كبير في التأثير على اتجاهات الشباب وسلوكهم، والعمل على إشراك الشباب في إبداء الرأي والتعبير عن أفكارهم عن طريق الأجهزة الإعلامية المختلفة، وتشجيع التنظيمات السياسية والاجتماعية على استقطاب الشباب ودفع التجمعات المختلفة، وتشجيع التنظيمات السياسية والاجتماعية على استقطاب الشباب ودفع التجمعات الطلابية والشبابية إلى الإسهام سواء في صوغ السياسة التعليمية أو في عملية صنع واتخاذ القرار على المستويات كافة.


ما حقوق الشباب؟

الناشط الشبابي محمد المسقطي تناول في ورقته موضوع الشباب والحقوق المدنية، موجزًا حقوق الشباب في خمس نقاط، هي: الحق في الحياة، والحق في حرية التعبير والفكر والدين والمعتقد، والحق في حرية التنقل، والحق في التنظيم وتشكيل الجمعيات، وأخيرا الحق في الحماية من التعذيب.

وطالب المسقطي في ختام ورقته بإعطاء اهتمام خاص بالشباب، من خلال إفراد مؤسسات خاصة بهم إضافة إلى تمكينهم في جميع المؤسسات القائمة، وأن تتاح لهم فرصة المشاركة في اتخاذ القرارات في جميع المؤسسات والمؤتمرات وخصوصاً فيما يؤثر على أوضاعهم، أو ما يمكن أن يشاركوا فيه بفعالية.

كما طالب المسقطي بأن تتضمن التوصيات الصادرة عن المؤتمر الموازي والمرفوعة إلى منتدى المستقبل، نصوصاً خاصة بالشباب.


الشباب تأثر بحربي الخليج

رابطة الشباب الوطني الديمقراطي في الكويت تقدمت أيضا بورقة عنونتها بالتحديات والطموح، وتحدثت الورقة عن واقع الشباب الكويتي عمومًا، والشباب الوطني خصوصًا.

وأشارت الورقة إلى أن الحال السياسية التي سادت الخليج في العقدين السابقين وخصوصاً حربي الخليج الأولى والثانية كان لها أثر على وضع الشباب. وذكرت الورقة «تلك الحال تمخض عنها فقدان الهوية الوطنية وسيطرة القيم الاستهلاكية على المجتمع، فنتج عن ذلك جيل من الشباب لا تحركه القضايا المحلية أو العربية أو الدولية ولا يتمتع برؤية مستقبلية واضحة».

واعتبرت الورقة الكويتية النهوض بالمجتمع فكرياً وثقافياً أحد أهم الواجبات المناطة بالشباب، إذ تقع على عواتقهم مهمة نشر الوعي السياسي والثقافة الديمقراطية وتأكيد الثوابت الوطنية بما يحفظ المجتمع من الأفكار الرجعية والطائفية ويحميه من قيم المجتمع الاستهلاكي

العدد 1159 - الإثنين 07 نوفمبر 2005م الموافق 05 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً