يبدأ «مجلس الأعمال العربي» اجتماعه السنوي هذا العام في فندق الدبلومات راديسون ساس، المنامة، في التاسع والعاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
يتكون المجلس الذي أنشئ بمبادرة من المنتدى الاقتصادي العالمي (منتدى دافوس)، من من كبار قادة عالم الأعمال العرب الذين يلتزمون بمهمة «تعزيز المركز التنافسي للعالم العربي».
وفي هذه الفترة غير العادية من المتغيرات السريعة في المنطقة، يلتئم تحت مظلة مجلس الأعمال العربي عقد مجموعة متميزة من القادة العرب من الحكومات وعالم الأعمال والمجتمع المدني للعمل على مدى يومين مع الباحثين والخبراء المتمرسين في صوغ وإيصال رسالة القطاع الخاص العربي إلى مؤتمر وزراء الشئون الخارجية لمنتدى المستقبل G8/BMENA المقرر انعقاده في و نوفمبر الجاري في فندق الرتز - كارلتون.
وسيستعرض مجلس الاعمال العربي المحاور التالية: الحكم الصالح ، والشباب والتعليم، والتجارة الحرة، واصلاح التعليم.
وستدعم المناقشات نتائج تم جمعها من استقصاء للرأي العام في المنطقة بكاملها قامت به خصيصاً لهذا الغرض مؤسسة «زغبي انترناشونال».
وستشمل رسالة المجلس بالنسبة إلى محور الحكم الصالح - وللمرة الأولى في مثل هذا الاجتماع المفتوح - مجموعة من التوصيات عن كيفية مقاربة طبيعة ودور وتطور العلاقة مع الحركات الإسلامية.
كما سيبحث المنتدى خطوات محددة يعتقد مجتمع الأعمال أنه من الممكن تطبيقها في الوقت الحالي بغية تحقيق تحسن ملموس في الشفافية والمسئولية.
كما سيوفر المؤتمر منبراً لأعضائه لصوغ برنامج عمل للاثني عشر شهراً المقبلة لمتابعة مهمتهم في تعزيز القدرة التنافسية في العالم العربي.
وسيتدارس أعضاء مجلس الأعمال العربي مع الحكومات العربية وممثلي المجتمع المدني بطريقة منهجية المبادرات التي يقودها القطاع الخاص في بعض الميادين.
ينتمي في الوقت الحاضر أكثر من في المئة من السكان العرب إلى فئة تقل أعمارهم عن عاما وعليهم مواجهة التحدي المتمثل في الكم الهائل من المعلومات والأفكار الواردة عن طريق وسائل الإعلام، بالإضافة إلى الهوة الثقافية بين الشرق والغرب التي تجعلهم فعلاً «محاصرين بين عالمين».
فالظروف الفعلية التي يعيشونها تختلف جدا في كثير من الأحوال عما يرونه ويسمعونه ويتوقعونه أثناء نموهم. وسيجمع مؤتمر «مجلس الأعمال العربي» الشباب والمعلمين والقادة الدينيين والمسئولين الحكوميين ورجال الأعمال في محاولة للوصول إلى فهم أعمق لمشكلة الشباب والمراهقة في العالم العربي التي لم تحظ بالدراسة الكافية. وسيعلن أعضاء مجلس الأعمال العربي التزامهم بدعم المستويات العالمية المثالية في مبادرات التعليم والتدريب والتنمية الشخصية.
وستدخل الشركات في «شراكة مع مجتمع التعليم» من خلال إلحاق وتدريب عدد من الطلبة فيها. كما سيتم تقديم توصيات إلى الحكومات العربية عن إصلاح أنظمة التعليم لكي يكون التركيز فيها على تنمية المقدرة على الابتكار والمهارات القيادية.
الحكم الصالح يعتمد على مقومات اساسية، منها الشفافية والقيم المثلى في الممارسات في الإدارة طبقاً للنموذج الذي اعتمده أعضاء المنتدى الاقتصادي العالمي عن «مبادرة الشراكة ضد الفساد» أو «المواثيق المتعلقة بمواصفات الممارسات المثلى» التي أقرها مجلس الأعمال العربي لحث الحكومات العربية على تطبيق المواصفات المتعلقة بالشفافية في الموازنات وإشراك المؤسسات العامة والقضاء في الإصلاحات.
سيطلق مجلس الاعمال العربي «مبادرة الإعلام العربي» التي اتفق عليها في مايو/ أيار الماضي لتقوية صناعة الإعلام العربية باعتبارها تؤدي دورا مستقلا من أجل التغيير الإيجابي في المنطقة.
سيناقش مجلس الاعمال العربي تقارير التنافسية التي تقدمها المجالس الوطنية العربية، بالاضافة الى استعراض التقدم الذي أحرزته مجالس التنافسية في مصر والبحرين والكويت والامارات وقطر.
كما سيركز مجلس الاعمال العربي على موضوع «التجارة الحرة» لمناقشة النتائج الأولية لدراسة أجريت لحساب مجلس الأعمال العربي عن تأثير اتفاق التجارة الحرة الأميركية - العربية، وتوفير إطار لمجتمع الأعمال للعمل بفعالية أكثر مع الحكومات للتأهل لمثل هذا الاتفاق والانتفاع من مزاياه وخصوصاً فيما يتعلق بالتجارة البينية العربية والنتائج الإيجابية للإصلاحات الواجب تطبيقها.
من المتوقع ان يشارك في اجتماع مجلس الاعمال العربي عدد كبير من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاعلامية وعلى رأسهم ولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة.
ومن كبار المشاركين أيضا نائب رئيس الوزراء السوري للشئون الاقتصادية عبدالله الدردري، ووزير الشئون المدنية في السلطة الفلسطينية محمد دحلان، ووزير الاقتصاد والتجارة في قطر الشيخ محمد بن أحمد بن جاسم آل ثاني، ووزير التجارة الخارجية والصناعة المصري رشيد محمد رشيد، ورئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لأرتوك غروب للاستثمار والتنمية بمصر ورئيس مجلس الأعمال العربي شفيق جبر، ورئيس الهيئة التنفيذية لمصرف الشامل في البحرين ونائب رئيس مجلس الأعمال العربي خالد عبدالله جناحي، و الرئيس والمدير التنفيذي لأرامكس إنترناشيونال بالأردن وعضو اللجنة التنفيذية لمجلس الأعمال العربي فادي غندور، كما سيحضر الاجتماع ممثلون من مختلف الحكومات في المنطقة.
«مجلس الاعمال العربي» انطلق كمبادرة من المنتدى الاقتصادي العالمي (منتدى دافوس) في الاردن في يونيو / حزيران على إثر نشر أول تقرير من تقارير القدرة التنافسية العربية، وفي يناير/ كانون الثاني أقر مجلس الأعمال العربي أثناء الاجتماع السنوي للمنتدى مشروع الإصلاحات الاقتصادية في العالم العربي باعتباره من أولى الخطوات على طريق النهضة العربية.
والمجلس يحتوي في عضويته على ثمانين من كبار أصحاب الاعمال والتنفيذيين العرب الذين يسعون الى تعزيز القدرة التنافسية للعالم العربي بحسب الضوابط المعترف بها دوليا.
ولمجلس الأعمال العربي علاقات وثيقة بمملكة البحرين، وهو قد ساند ودعم نشر اول تقرير وطني للتنافسية البحرينية.
ويعتبر مجلس الاعمال العربي المجالس التنافسية آلية فعالة لطرح موضوع القدرة التنافسية على المستوى الوطني، وللمساعدة في نشر الوعي وتعزيز مفهوم المحاسبة بهدف الصعود بالأداء الحكومي وأداء القطاع الخاص الى المستويات العالمية.
الاقتصادي الاوروبي كلاوس شواب هو مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي الذي بدأ نشاطات المنتدى في العام واتخذ من منتجع «دافوس»، شرق سويسرا، مقرا له.
وأثناء ندوة صحافية اقيمت في جنيف (سويسرا) في يناير / كانون الاول تحدث شواب عن اعتزام المنتدى التركيز على القضايا السياسية والاقتصادية. وبما أن ثلثي مشكلات العالم السياسية تنبع من الشرق الاوسط، فقد قرر المنتدى توجيه مزيد من الاهتمام نحو القضايا العالقة في هذه المنطقة الحساسة.
هذه الانطلاقة الجديدة، بحسب شواب، تمليها أوضاع العالم مثل «وصول قادة جدد لمناصب الحكم في العديد من البلدان، وتعيين إدارة جديدة في الولايات المتحدة الأميركية، وتنصيب مفوضية أوروبية جديدة». وقال شواب «أن هناك نافذة جديدة إلى فرص إحلال السلام في الشرق الأوسط».
بدأ المنتدى يركز على الشرق الأوسط بعد حوادث سبتمبر/ أيلول ولذلك انعقد في الأردن على مدى السنوات الثلاث وسينعقد في مصر العام المقبل. وفي العام تأسس «مجلس الأعمال العربي» كمبادرة من داخل المنتدى لتمثيل كبار أصحاب الأعمال العرب، وانتخب رجل الأعمال المصري شفيق جبر رئيسا له، والتنفيذي البحريني خالد عبدالله جناحي نائبا للرئيس. واتفق مجلس الأعمال العرب على «تأسيس مجالس وطنية للتنافسية» في كل الدول العربية التي تسمح بذلك.
وقد تضمن برنامج منتدى دافوس في مطلع العام تخصيص جلسة نقاش خلال أربعة أيام ونصف اليوم شهدت مشاركة أكثر من شخصية من قادة سياسيين ورجال مال وأعمال وزعماء دينيين ورجال ثقافة وإعلام وممثلين عن هيئات المجتمع المدني.
الموضوعات التي ناقشها المنتدى في يناير الماضي شملت «الثقل الاقتصادي للصين، وبروز الدور الاقتصادي لآسيا، والتغيرات المناخية ومحاربة الفقر، والتوصل إلى عولمة عادلة، والدور المنتظر من أوروبا على الساحة الدولية، والحكم الصالح، والإسلام والتحديات المطروحة للنقاش داخل المجتمعات الإسلامية، وحظوظ السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين و«إسرائيل»، والتساؤلات المطروحة حول زعامة الولايات المتحدة، وقضايا التجارة العالمية وأسلحة الدمار الشامل».
يعتبر المنتدى الاقتصادي العالمي نفسه مصنعا للافكار والمبادرات. وبما انه ينطلق من اوروبا، فان حركته أكثر قبولاً من الانطلاقات الاميركية نظرا للدور الذي تضطلع به الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. الحضور العربي في المنتدى بلغ رقما قياسيا في يناير الماضي من الناحية العددية حيث سجلت مشاركة لأكثر من وزيرا ورئيس وزراء ومسئولاً كبيراً عربياً.
وتعتبر الاردن من أكثرالدول العربية المستفيدة من المنتدى، اذ يتم تنظيم المؤتمر الاقليمي السنوي في البحر الميت منذ عدة سنوات، ماعدا العام المقبل اذ سيتم تنظيمه في شرم الشيخ في مصر ليعود في العام إلى الاردن.
ومن بين المبادرات التي استفاد منها الاردن مبادرة القطاع الخاص في مجال تطوير برامج معلوماتية لتعليم الرياضيات واللغات في الأردن, وهي مبادرة سمحت باستفادة حوالي ألفاً من طلاب المدارس
العدد 1159 - الإثنين 07 نوفمبر 2005م الموافق 05 شوال 1426هـ
