العدد 2435 - الأربعاء 06 مايو 2009م الموافق 11 جمادى الأولى 1430هـ

سروش وشبستري في باريس كاظم يحاضر حول «الهوية والدولة في إقليم مضطرب»

مشاركا المفكرَين الإيرانيين

شارك الناقد الثقافي نادر كاظم في أعمال المؤتمر الدولي الذي نظّمته أربعة مراكز أبحاث فرنسية، وانعقدت جلساته في «SciencesPo» في باريس، وقد شارك في المؤتمر مفكرون معروفون من أمثال المفكرين الإيرانيين عبدالكريم سروش ومحمد مجتهد شبستري، بالإضافة إلى فرهاد خسروخاوار وخوان كول ولورانس لويير وبيير جان لويزار وآخرين.

وتحدث كاظم عن قضية «الهوية والدولة في إقليم مضطرب»، وتناول فيها التحول الذي حصل مع الحدثين المفصلين في تاريخ المنطقة، الثورة في إيران 1979، والإطاحة بنظام صدام حسين في العام 2003.

وأضاف كاظم أنه إذا كان تصدير الثورة هو عنوان الحدث الأول، فإن تصدير الديموقراطية كان عنوان الحدث الثاني، وفي الحالتين كانت دول الجوار الخليجي متوجسة مما يجري في الدولتين الشيعيتين القويتين: إيران والعراق، وفي المرة الأولى دعمت هذه الدول بكل ما تملك من مال وإعلام ودعم لوجستي من أجل وقف تصدير الثورة إلى بلدانهم وذلك من خلال دعم العراق في حربه ضد إيران - الثورة. وقد عمدت هذه الدول ذاتها - أو بعضها - إلى عرقلة التطور الطبيعي للديموقراطية في العراق حتى لا تكون ديموقراطية العراق نموذجا ناجحا بحيث يدفع الأميركان إلى تنفيذ خططهم بتصدير النموذج العراقي إلى بلدان الجوار.

وأضاف كاظم في الحالة الأولى كان الإيرانيون مدفوعين من أجل تصدير الثورة، وهي الاندفاعة التي آزرها حماس شيعة الخليج في الثمانينيات للتماهي مع هذه الثورة، إلا أن الذي حصل في العراق قد قلب الموازين، فالأميركان هذه المرة، وهم الحلفاء الأستراتيجيون لدول الخليج، هم من كانوا مدفوعين من أجل تصدير الديموقراطية والنموذج العراقي. وفي النهاية تبين أن ما جرى في العراق قد يفتح آفاق الحل أمام دول الجوار، خاصة وأن دول الجوار تدرك جيدا أن مرجعية العراق الدينية مرجعية تقليدية ولديها عزوف متمكن عن التصدي للشأن السياسي كما أنها ليست ذات مطامع سياسية توسعية، الأمر الذي يجعلها على الضد من التجربة الإيرانية. وعلى دول الجوار الخليجي اقتناص هذه الفرصة لفتح قنوات التواصل مع العراق الجديد.

وقد تحدث المفكر الإيراني سروش عن التحديات الفكرية التي تواجه المنطقة والإسلام في هذه الفترة، أما المفكر محمد مجتهد شبستري فقد تحدث عن نظرته لتجديد الخطاب التفسيري للدين والقرآن، وإمكانية التفسير التاريخي الأخلاقي للقرآن، فيما تحدثت الأوراق الباقية عن الوضع في المنطقة من منظور سياسي وأنثروبولوجي.

والجدير بالذكر أن المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة بيت علوم الإنسان FMSH، في باريس ومركز الدراسات والأبحاث العالمية CERI، ومعهد دراسة أنثروبولوجيا الحاضر IIAC، ومركز التحليل والمقاربة السوسيولوجي CADIS، ومركز الأبحاث العراقية CIR. وقد انعقد في الفترة من 26 إلى 29 أبريل/ نيسان الجاري، وتناول الحراك التاريخي والتحولات السياسية والاجتماعية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، كما تناول تصاعد المسألة الطائفية وخاصة بعد التغيير الذي حدث في العراق في العام 2003م. ويذكر أن المؤتمر شاركت فيه نخبة من المفكرين من مختلف دول العالم، ومجموعة من المهتمين بالحراك السياسي والاجتماعي الجاري في المنطقة.

العدد 2435 - الأربعاء 06 مايو 2009م الموافق 11 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً