العدد 2435 - الأربعاء 06 مايو 2009م الموافق 11 جمادى الأولى 1430هـ

فصل ربيع يزهو بألوان «المرسم الحسيني»

فعالية جمعت عشرات الفنانين بمجمَّع جواد

قدمت جمعية المرسم الحسيني إضافة فنية جذابة ورائعة إلى النشاط الفني والثقافي العام الذي تشهده مملكة البحرين، من خلال مهرجان كانت قد أقامته خلال الأسبوع الماضي حمل مسمى «مهرجان ربيع الألوان»، شارك فيه عدد من الفنانين من الجنسين، ومن جنسيات مختلفة، شكلوا فسيفساء من لوحات متنوعة، كان طابعها إحساس الربيع في العمل الفني.

وقدم في المعرض نحو 45 فنانا مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية، بواقع عملين لكل فنان حول فكرة الربيع، والتي استقطبت للمشاركة فيها الفنانين لتقديم أعمال طغت عليها الألوان الجذابة وتعابير الفرحة التي ميزتها، إلى جانب الألوان، الرموز والأشكال الفنية التي طالت ثنايا اللوحات.

وكان رئيس جمعية المرسم الحسيني عبدالنبي الحمر قد وجد في هذا البرنامج النجاح والتميز الذين كانت جمعية المرسم الحسيني ترجوه، معبرا بالقول « كان هذا البرنامج في الحقيقة أحد البرنامج التي توفقنا فيها أكثر من المتوقع، إذ كان الحضور ممتازا، منذ بدأ المعرض مساء يوم الجمعة في مجمع جواد التجاري، حتى يوم ختامه في يوم الأحد 3 أبريل/ نيسان الجاري».

ويضيف الحمر بالقول «شاركنا في المعرض خلال اليوم الأول نحو 32 فنانا من الجنسين، وتطور هذا العدد ليصبح عدد المشاركين في اليوم الثاني 45 فنانا، من ضمنهم 4 أجانب من الهند والفلبين، إلى جانب البرنامج المخصص للأطفال، الذي شارك فيه ما لا يقل عن 80 إلى 90 طفلا، رسمنا على وجوههم الورود والفراشات، التي ازدانت على وجوه الأطفال».

وقدم المرسم للمشاركين جوائز تقديرية ودروع تكريم بعد أن تم تكريم المشاركين بالمراكز الأولى وهم الفنانون عيسى الشجار بالمركز الأول، أحمد عنان بالمركز الثاني، و صالح الماحوزي بالمركز الثالث، إذ شارك في التحكيم عدد من المختصين في الشأن الفني مثل بيان كانوا، التي تدير صالة الرواق للفنون التشكيلية، وجيهان صالح التي تنظم معارض البارح غاليري، والفنان عمر الراشد الذي ترأس مركز الفنون.

عبد النبي أكد أن الحضور كان متميزا، ومن جنسيات مختلفة، شاركوا وحضروا ليشاهدوا الفعالية، مضيفا بالقول «تفاعلوا معنا وشكروا إدارة المرسم وطالبوا بإقامة العديد من الفعاليات على هذا المنوال، لاكتساب الناشئة من الشباب المهتمين في الفن، إذ احتضنت الفعالية العديد من الفنانين، كما حصلنا على عدد من الفنانين الجدد الذين انظموا لعضوية المرسم من هذه الفعالية».

ووجد الحمر أن اسم الفعالية هو أمر تم إقراره من العام الماضي، إلا أن الظروف لم تساعد في إقامة النشاط قبل هذا التوقيت، إلا أن رعاية عدد من المؤسسات له وتحرك المرسم لإقامته بقوة هذا العام، جعل مهرجان ربيع الألوان حقيقة، وجعل المسئولية أمام الجمعية أكبر في إقامة وتكرار هذه التجربة الناجحة خلال الأعوام المقبلة.

ومن المؤكد، أن جمعية المرسم الحسيني تبقى دائما متميزة في نزولها للشارع وتقديم أعمالها في قلب المشاهد وبعيدا عن الإنغلاق الذي تسببه الصالات الفنية، وفي ذلك علق رئيس المرسم بالقول «اختيار الأماكن العامة أمر يحسب لجمعية المرسم، وذلك لأن المرسم أنزل الفن للعامة والشارع، لأن الفن كان محصورا في الجمعيات والصالات الضيقة، لكن نحن من أخرج الفن التشكيلي للجماهير عامة في المجتمع والشارع والمجمع والأسواق، وأنزلنا هذا الشيء للناس، إذ يأتي اختيارنا للمجمع لكون الكثير من الجنسيات يرتادونه للتسوق، ويحضره المتفرج دون دعوة، فهو متواجد، يكون في وسط الجماهير، وهذا الشيء يجمع المتلقي والفنان في مكان واحد يدفع للتحاور والتباحث، ولذلك وجدنا من هذا الشيء أن الفن لا يجب أن يحصر للنخبة وإنما يجب أن ينزل للناس، والمرسم قدم الفن للعامة وليس حصرا على النخبة».

وكان الفنان عيسى الشجار الحاصل على المركز الأول في المسابقة قد وجد أن الفعالية بشكل عام «شيء جديد وطرح جديد ورائع، وهو من النوع الذي يجدد في السياحة المهتمة بالمجال الفني، ويسهم في استقطاب السياح الأجانب الذي يهتمون بهذا النوع من الفنون، إذ كان أبرز ما لفت نظري في هذا المشروع انجذاب الأجانب إليه، والذين حضروا واستمتعوا بما قدمناه، فتحول النشاط إلى شيء أكبر من مجرد نشاط عادي».

الشجار وجد أن التنظيم كان رائعا، ووجد في مكان المعرض الجمال والتميز، نظرا لجهود القائمين الذين أبدوا كل تعاون وجهد لإنجاحه، معلقا «كان المعرض فرصة متميزة للتلاقي بين الفنانين من مختلف الاتجاهات والأعمار والجنسيات، وهذا بالطبع، يعطي الفنان خبرات كبيرة من أجل المستقبل».

وقدم عيسى عملين مختلفين بحسب قوانين المسابقة التي تنص على مشاركة كل فنان بعملين فقط، إلى جانب حصر الألوان بما يرتبط بمفهوم الربيع.

«لم أجد أجمل من الطبيعة وطرحها بشكل حداثي لاختيار عملي، فاشتغلت على هذا الجانب، وعملت على طرح الطبيعة بأسلوب حديث، لأن اللجان والمحكمين الذين يشاركون لا يعطون اهتماما للأعمال الواقعية، وهو ما اختبرناه منذ زمن، فلا بد من التجديد والتحديث، رغم أن الفنانين المشاركين كانت أعمالهم راقية، إلا أن التوفيق جعل من عملي يحوز على المركز الأول».

وتصور لوحات الشجار جدرانا، ينزل عليها أوراق الورد والشجر، ليركز في تقديم اللوحة الأولى على أساس المساحة اللونية، مقللا من التنقيط، ومعطيا إياها نوعا من الحداثة، فيما كانت الثانية حديثة تقارب الواقعية، وتكلف الشجار فيها بوضع النقاط من الورود والأوراق.

الشجار ذكر بالقول « لو كانت هناك جمعيات أو تجار يتبنون إقامة المعارض في المجمعات والأسواق بشكل دائم، فإن هذه المشاريع سيفيد التاجر بالدرجة الأولى، لكن السياحة في البحرين ستستفيد من هذه المشاريع أيضا، لأن الفن وجه حضاري لكل أمة، وطالما كان هناك عرض بهذه الطريقة وجمهور يرتاد المعارض، فإن ذلك يبشر بالخير، وأنا أدعوا لمثل هذه المعارض التي تأتي بهذه الطريقة».

الفنان حسن الساري وجد في مشاركته أمرا خضع للوقت الضيق الذي كان متاحا لديه، متحدثا حول ذلك بالقول «مشاركتي كانت سريعة في مهرجان ربيع الألوان بمناسبة موسم الربيع، إذ يقيم المرسم فعاليات لمناسبات معينة، مرتبطة بمناسبات المواليد أو لقضايا معينة، إلا أن موسم الربيع دفعهم لإقامة هذه الفعالية، المرتبطة بالتراث والأشياء المرتبطة برسم الطبيعة، إذ كان هذا المهرجان ناجحا بالنسبة لباقي الفعاليات نظرا للتفاعل وكنتيجة للمكان المناسب الذي تم اختياره لتقديم الرسم الحي في الأماكن العامة».

ويضيف الساري بالقول «بمجرد أن يتحول الرسم للأماكن المغلقة، يصبح التفاعل أقل ويقل الحضور، إلا أن المنافسة كانت قوية بالنسبة للفنانين المشاركين في هذا المعرض، نظرا لكون الموضوع حيا، وهو أمر لا يتكرر كثيرا في المرسم بتقديم أعمال بهذا الأسلوب، لأن أكثر مواضيع المرسم تصب في قضايا جادة مرتبطة بالإقليم المحلي والدولي، ليصب هذا البرنامج بطرحه لمواضيع مرتبطة بشيء من الابتهاج ورسم الطبيعة، تناوله لموضوع غير ما تطرق له المرسم في السابق أمرا مميزا وتجربة جديرة بالتقدير».

وكانت حصيلة نتاج الفنانين المشاركين تزيد عن 50 عملا، بمستوى نتاج كبير ومتميز، نظرا لأن معظم الفنانين كانوا من ذوي الكفاءات في رسم المواضيع التراثية، وكانت هذه فرصتهم لطرح قدراتهم، إذ واجهت لجنة التحكيم صعوبة في فرز الأعمال خلال فرز الأعمال الأولي، الذي خرج بعشرة أعمال تم اختيار الأعمال الثلاثة الأكثر تميزا للحصول على مراكز المسابقة الأولى.

العدد 2435 - الأربعاء 06 مايو 2009م الموافق 11 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً