العدد 3107 - الأربعاء 09 مارس 2011م الموافق 04 ربيع الثاني 1432هـ

أحداث «أم الدنيا» غطت على أخبار الدنيا (2-2)

أحمد سلمان النصوح comments [at] alwasatnews.com

على المستوى الدولي لم تقم وسائل الإعلام بتغطية إطلاق إيران مؤخراً (3) أقمار صناعية محلية الصنع ومنظومة صواريخ تموهوك وصواريخ بلاستية أخرى مخصصة ضد السفن، ولم تقم أيضاً بتغطية المناورات البحرية المشتركة التي حصلت بين البحرية الإيرانية والبحرية العمانية وحصلت تلك المناورات داخل الخليج وبالقرب من مضيق هرمز.

وأيضاً غطت أخبار جمهورية مصر العربية على أحداث الصومال التي قام فيها البرلمان بالتمديد لنفسه لمدة 3 سنوات إضافية، وقيام مجموعة مقاتلة من الشباب المسلم الصومالي بفتح محطة تلفزة خاصة تقوم بالدعاية لهم وتغطي المناطق التي يسيطرون عليها والمناطق المجاورة داخل جمهورية الصومال في الجنوب الشرقي من القارة الإفريقية. وأيضاً غطت إخبار جمهورية مصر العربية على انفصال الجنوب من جمهورية السودان، بحيث إن آخر الأخبار تقول إن عدد من صوت لصالح الوحدة بين الشمال المسلم وبين الجنوب المسيحي في جنوب السودان نحو 48 ألف في حين صوت لصالح الانفصال نحو 3,500 مليون أي بنسبة 99 في المئة لصالح الانفصال الذي سوف يؤدي إلى إنشاء دولة مستقلة في جنوب جمهورية السودان الحالية في شهر يوليو/ تموز 2011م تغطي مساحة نحو 800 ألف كيلومتر مربع، تحمل اسم جمهورية «جنوب السودان»، والتي أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن الولايات المتحدة الأميركية سوف تعترف بتلك الدولة حال إعلانها في شهر يوليو، وأيضاً غطت الأخبار الواردة من جمهورية مصر العربية على أحداث الحاصلة في جمهورية ساحل العاج الواقعة جنوب غرب القارة الإفريقية بين الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو والرئيس المنتخب الفائز في تلك الانتخابات الحسن وتارا، والذي تعترف به الأسرة الدولية كرئيس فائز في تلك الانتخابات، وغطت أيضاً أخبار مصر العربية على الفيضانات التي حصلت في جمهورية باكستان الإسلامية والتي راح ضحيتها نحو 2000 باكستاني، والانزلاقات الأرضية العنيفة التي حصلت في جمهورية البرازيل في أميركا الجنوبية وتنصيب أول رئيسة لتلك الجمهورية الكبيرة التي يبلغ تعداد سكانها اليوم نحو 190 مليون ومساحتها نحو 7 ملايين كيلومتر مربع، وهي الرئيسة المناضلة، ديلما روسوف، القادمة أو المهاجرة من جمهورية المجر التي تقع وسط القارة الأوروبية. وغطت أخبار مصر العربية على مرض الكوليرا الذي حصد أكثر من 5000 إنسان في جمهورية هايتي في أميركا اللاتينية وأيضاً الفيضانات التي اجتاحت قارة أستراليا، وخصوصاً منطقة كونزلند والتي قدرت خسائرها الأولية بنحو 4 مليارات دولار أسترالي بحيث عمدت رئيسة الوزارة الأسترالية على فرض ضريبة على الشعب الأسترالي لتعويض تلك الخسائر.

وأيضاً غطت أخيراً أخبار جمهورية مصر العربية على سقوط الحكومة الإيرلندية، وعلى مؤتمر دافوس وعلى الاجتماع الدولي للأمن العالمي الذي حصل مؤخراً في مدينة ميونخ بجمهورية ألمانيا الاتحادية.

تخيل لو أن هذه التظاهرات حصلت في جمهورية إفريقية أخرى غير جمهورية مصر العربية فإن وسائل الإعلام العالمية لن تقوم بتلك التغطية الشاملة والمستمرة منذ أول يوم حصلت فيه تلك التظاهرات، وهذا يوضح المكانة العالمية العالية لمصر على المستوى العربي والدولي.

بعد أن تنحى الرئيس المصري حسني مبارك، بدأ فعلياً العمل على تلبية مطالب المتظاهرين بتعديل وإعادة صياغة مواد من الدستور أهمها 76، 77، 78، 82، ودعونا نذكر نص المادة 76 المدرجة في الدستور المصري الحالي لنعطي فكرة عن طريقة تفكير النظام المصري السابق:

ينتخب رئيس الجمهورية عن طريق الاقتراع السري العام المباشر، ويلزم لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية أن يؤيد المتقدم للترشح (250) مئتان وخمسون عضواً على الأقل من الأعضاء المنتخبين بمجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية للمحافظات، على ألا يقل عدد المؤيدين عن (65) خمسة وستين من أعضاء مجلس الشعب و(65) وخمسة وستين من أعضاء مجلس الشورى و(10) عشرة من كل مجلس شعبي محلي للمحافظة من (14) أربع عشرة محافظة على الأقل، ويزداد عدد المؤيدين للترشح من أعضاء كل من مجلسي الشعب والشورى ومن أعضاء المجالس المحلية للمحافظات بما يعادل نسبة ما يطراأ من زيادة على عدد أعضاء أي من هذه المجالس، وفي جميع الأحوال لا يجوز أن يكون التأييد لأكثر من مرشح، وينظم القانون الإجراءات الخاصة بذلك كله، ولأي حزب من الأحزاب السياسية التي مضى على تأسيسها (5) خمسة أعوام متصلة على الأقل قبل إعلان فتح باب الترشح، واستمر طوال هذه المدة في ممارسة نشاطه مع حصول أعضائها في آخر انتخابات على نسبة (3 في المئة) على الأقل من مجموع مقاعد المنتخبين في مجلس الشعب والشورى، أو ما يساوي ذلك في أحد المجلسين، أن يترشح لرئاسة الجمهورية أحد أعضاء هيئته العليا وفقاً لنظامه الأساسي متى مضت على عضويته في هذه الهيئة خمسة أعوام (5) متصلة على الأقل، واستثناء من حكم الفقرة السابقة، يجوز لكل حزب من الأحزاب السياسية المشار إليها، التي حصل أعضاؤها في الانتخابات على مقعد على الأقل في أي من المجلسين في آخر انتخابات، أن يرشح في أي انتخابات رئاسية في خلال (10) عشرة سنوات اعتباراً من أول مايو/ أيار 2007، أحد أعضاء هيئته العليا وفقاً لنظامه الأساسي متى مضت على عضويته في هذه الهيئة (1) سنة متصلة على الأقل، وتسلم طلبات الترشح على لجنة تسمى لجنة الانتخابات الرئاسية تتمتع بالاستقلال وتشكل من رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيساً وعضوية كلٍ من رئيس محكمة الاستئناف في القاهرة وأقدم نواب رئيس المحكمة الدستورية العليا ونواب رئيس محكمة النقض وأقدم رئيس مجلس الدولة و(5) خمسة من الشخصيات العامة المشهود لهم ويختار (3) ثلاثة منهم مجلس الشعب ويختار (2) الاثنان الآخران مجلس الشورى، وذلك بناء على اقتراح مكتب كلٍ من المجلسين وذلك لمدة (5) خمس سنوات، ويحدد القانون من يحل محل رئيس اللجنة أو أي من أعضائها في حالة حدوث مانع لديه، ويتقدم هذه اللجنة دون غيرها بما يلي: إعلان فتح باب الترشح على إجراءاته وإعلان القائمة النهائية للمرشحين الإشراف العام على إجراءات الاقتراع والفرز، إعلان نتيجة الانتخاب، الفصل في جميع التظلمات والطعون وفي جميع المسائل المتعلقة اختصاصها في بما في ذلك تنازع الاختصاص، ووضع لائحة لتنظيم أسلوب عملها وكيفية ممارسة اختصاصها وتدرس قراراتها بأغلبية (7) سبعة من أعضائها على الأقل وتكون قراراتها نهائية ونافذة بذاتها غير قابلة للطعن عليها بأية طريق وأمام أية جهة، كما لا يجوز التعرض لقراراتها بالتأويل أو بوقف التنفيذ، ويحدد القانون المنظم انتخابات الرئاسية الاختصاصات الأخرى للجنة، كذلك يحدد القانون القواعد المنظمة لترشيح من يخلو مكانه من المرشحين لأي سبب غير التنازل عن الترشح في الفترة بين بدء الترشح وقبل انتهاء الاقتراع ويحدد الاقتراع في يوم واحد وتشكل لجنة الانتخابات الرئاسية اللجان التي تتولى مراحل العملية الانتخابية والفرز على أن تقوم بالإشراف عليها لجان عامة تشكلها اللجنة من أعضاء الهيئات القضائية، وذلك كله وفقاً للقواعد والإجراءات التي تحددها اللجنة... الخ.

كذلك هناك المادة رقم (77) التي تنص على أن الرئاسة (6) ست سنوات ميلادية تبدأ من تاريخ إعلان نتيجة الاستفتاء ويجوز إعادة انتخاب رئيس الجمهورية مرة أخرى.

لقد أدرجنا هذه المواد ليس بقصد مناقشتها بل الهدف من ذلك هو عرضها ليتعرف عليها القراء ويقوم كل واحد منهم بتفسيرها وفقاً لتوجهاته ومن ثم يربطها بالأحداث التي حصلت في ميدان التحرير والمناطق الأخرى من جمهورية مصر العربية.

إن استحواذ الإحداث داخل مصر على نصيب الأسد من الأخبار والتغطيات الإعلامية العربية والعالمية يظهر قيمة تلك الجمهورية في نظر العالم ويظهر كذلك الترابط العالمي في الشأن الإنساني والإخباري محلياً وعالمياً.

لقد حقق شباب مصر الذي قاد الانتفاضة والثورة واحتل ميدان التحرير وسط القاهرة والمدن الكبرى الأخرى مثل الإسكندرية وأسيوط والمنوفية والسويس وغيرها من المدن الكبرى الأخرى لمدة 18 يوماً مطالبه وأهدافه في تغيير النظام السابق والتوافق على نظام بديل يكون معبراً عن طموحات أغلبية الشعب المصري كله.

هذا الذي حصل في جمهورية مصر العربية والجمهورية التونسية وغيرهم من الجمهوريات في العالم الثالث ما كان ليحصل بهذه الطريقة العنيفة لو أن النظم في دول العالم الثالث احترمت دساتيرها التي تراضت عليها لتسيير أمورها في دولها.

نتمنى أن تسير الأمور في تلك البلاد بما يرتضيه شعبها وان يعم الأمن في تلك الجمهورية العزيزة على قلوب الشعوب العربية

إقرأ أيضا لـ "أحمد سلمان النصوح "

العدد 3107 - الأربعاء 09 مارس 2011م الموافق 04 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً