العدد 3107 - الأربعاء 09 مارس 2011م الموافق 04 ربيع الثاني 1432هـ

ميسي «الملك» يقول كلمته مجدداً وأرسنال يصغي بتحسر

فرض النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي نفسه مرة أخرى الـ «ملك» الجديد للكرة المستديرة وقال كلمته مجددا، مجبرا أرسنال الانكليزي على الاستماع إليه بتحسر بعدما أطاح بالنادي اللندني من مسابقة دوري أبطال أوروبا أمس الأول (الثلثاء).

فرض برشلونة أمس الأول أفضليته المطلقة على اللقاء لكنه لم يجد طريقه إلى الشباك حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع عندما قدم ميسي إحدى تحفه الفنية، لكن أرسنال عقد من مهمة أصحاب الأرض عندما أدرك التعادل بهدية من سيرجيو بوسكيتس ما جعل النادي الكاتالوني بحاجة إلى هدفين لكي يتأهل، فأمن زافي هرنانديز الأول ثم قدم ميسي الثاني من ركلة جزاء بعد خطأ داخل المنطقة على بيدرو رودريغيز.

«كانت ربما أصعب مباراة لنا حتى الآن في دوري أبطال أوروبا لكننا نملك ميسي وهو في مستوى أعلى من أي لاعب آخر على الإطلاق»، هذا ما قاله الظهير الأيمن البرازيلي دانيال الفيش عن زميله الأرجنتيني، مضيفا «انه العبقري الخاص بنا، الرجل الذي ينقذنا دائما وهو كرر الأمر مجددا».

دخل أرسنال إلى مواجهته مع برشلونة في إياب الدور ثمن النهائي وهو يدرك تماما انه لن يتمكن من الخروج بالنتيجة المطلوبة سوى من خلال إيقاف ميسي.

لكن التخطيط شيء والتطبيق شيء آخر، لان ميسي يقض مضجع جميع الفرق التي تواجه النادي الكاتالوني وأرسنال ليس الاستثناء على الإطلاق، وهو كان يدرك هذا الأمر تماما لأنه اختبر حجم موهبة هذا اللاعب وفعاليته بعدما دك الأرجنتيني شباك «المدفعجية» برباعية الموسم الماضي في إياب الدور ربع النهائي من المسابقة الأوروبية الأم.

«كأنه قادم من لعبة البلاي ستايشن»، هذا ما قاله مدرب أرسنال الفرنسي آرسين فينغر بعدما رأى فريقه يودع المسابقة الموسم الماضي على يد ميسي، وهو اضطر لمشاهدته أمس الأول يكرر المشهد ذاته بعدما سجل ثنائية في مرمى «المدفعجية» ليعوض خسارة النادي الكاتالوني ذهابا في «استاد الإمارات» 1/2 وقيادته للفوز إيابا 3/1.

إن الحركة الفنية التي قام بها ميسي لحظة تسجيله هدف التقدم لفريق المدرب جوسيب غوارديولا في «كامب نو» كانت حقا من لعبة «البلاي ستايشن» بعدما غمز الكرة بعبقرية فوق مواطنه الحارس مانويل المونيا ثم تابعها بتسديدة «طائرة» في الشباك الخالية.

«في يوم من الأيام عندما تقررون مراجعة أفضل الأهداف التي سجلها ميسي، فسترون انه لا يوجد هناك متسع من الوقت لفعل ذلك: انه يسجلها (الأهداف المميزة) بصورة متواصلة لدرجة أن الآمر أصبح اعتياديا»، هذا ما قاله غوارديولا عن ظاهرته الأرجنتينية.

فينغر رأى بان «برشلونة فريق جيد جدا لكنه يملك بالطبع ميسي. بإمكانه أن يصنع الفارق في أي لحظة في المباراة. بدا مستحيلا أن يتمكن من تسجيل الهدف الأول (إياب ربع نهائي الموسم الماضي) لكنه نجح على رغم ذلك».

من المؤكد أن الهدف الأول الذي سجله ميسي في المباراة سيبقى عالقا في أذهان الجميع ومن بينهم طبعا فينغر الذي شاهد الموسم الماضي النجم الأرجنتيني «الصغير» يصبح أول لاعب يسجل رباعية في مباراة اقصائية منذ حلول مسابقة دوري أبطال أوروبا بدلا من كأس الأندية الأوروبية البطلة العام 1992، علما بان هناك خمسة لاعبين سجلوا رباعية لكن ليس في الأدوار الاقصائية وهن الهولندي ماركو فان باستن (1992) والايطالي سيموني اينزاغي (2000) والكرواتي دادو برشو (2003) والهولندي الآخر رود فان نيستلروي (2004) والأوكراني أندري شفتشنكو (2005).

ومن المؤكد إن إحصاءات ميسي ترعب أي فريق مهما كان حجمه أو عراقته، إذ نجح رقم 10 في النادي الكاتالوني في تسجيل 45 هدفا منذ انطلاق الموسم الجاري وذلك في 40 مباراة فقط: 27 هدفا في 24 مباراة في الدوري الاسباني، 7 أهداف في 6 مباريات في الكأس الاسبانية، و3 أهداف في مباراتين ضمن كأس السوبر الاسبانية إضافة إلى 8 أهداف في 8 مباريات ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا التي أصبح فيها أفضل مسجل في تاريخ النادي الكاتالوني بعدما رفع رصيده إلى 33 هدفا.

وإذا واصل معشوق جماهير «كامب نو» مشواره على هذا المنوال، فسيتمكن من دون أدنى شك من تحطيم الرقم الذي حققه الموسم الماضي عندما سجل 47 هدفا في 53 مباراة.

لكن ميسي البالغ من العمر 23 عاما والمتوج بجائزة أفضل لاعب في العالم للعام الثاني على التوالي، لا يكتفي فقط بتسجيل الأهداف إذ تطور مع الوقت ليصبح من أفضل «صانعي الألعاب» في العالم أيضا، وإحصاءاته تتحدث عن نفسها إذ مرر 16 كرة حاسمة في الدوري هذا الموسم و21 في جميع المسابقات.

من المؤكد إن هناك الكثيرين من رشحوا لخلافة الأسطورة دييغو مارادونا على عرش كرة القدم الأرجنتينية، لكن أيا منهم لم ينل ما ناله ميسي من هذا الإرث العظيم وان كان لم يتكلل بعد بالنجاح على الصعيد الدولي.

انه هذا القصير المكير الأعسر، صاحب الرؤية الثاقبة على ارض الملعب والمهارات الفنية الفائقة، الذي يزعج المنافسين دائما ويبث القلق والاضطراب في دفاعاتهم والذي يصول ويجول في وسط الملعب ومنطقة الجزاء ويعثر بكل سهولة على الثغرات التي لا يراها احد.

انه يشكل تهديدا دائما لدفاعات الخصوم بقدرته الاستثنائية على تغيير إيقاع اللعب وانطلاقاته العاصفة وحسه التهديفي القاتل، ما دفع غوارديولا للقول بان الأرجنتيني «قادم من كوكب آخر»

العدد 3107 - الأربعاء 09 مارس 2011م الموافق 04 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً