العدد 1289 - الجمعة 17 مارس 2006م الموافق 16 صفر 1427هـ

ببساطة، «الوفاق» تتهرب!

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

كان جميلاً من الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان أن يقر بأنهم مسئولون - كنخب سياسية - عن التصعيد الطائفي. لكن الأفضل، هو أن يقر بأنه شخصياً بمعية مجلس إدارته مسئولون عن حوادث العنف التي بدأت تدخل المشهد السياسي البحريني منذ أزمة العاطلين عن العمل، وصولاً لحوادث مجمع الدانة.

طبعاً، «الوفاق» ليست المسئول الوحيد بشكل رسمي عن تنامي ظاهرة العنف، فعنف الجهاز الأمني شريك لا يهمل دوره، وسواء شاءت «الوفاق» أم لم تشأ، فإن الذين شاركوا في الحوادث الماضية من «معتقلين» و«محكومين» و«متظاهرين» هم أبناء «الوفاق»، للقارئ أن يسميهم ما يشاء «متذمرين»، «يائسين»، «عاطلين»، هم في خاتمة الأمر أولئك الذين يدعمون «الوفاق» في مسيراته المنددة بملفه اليتيم «الملف الدستوري»، وهم من سيصوتون لمن تختارهم «الوفاق» كمرشحين للانتخابات المقبلة.

إن امتداد ظاهرة العنف نتيجة طبيعية لسلبية التعاطي في إبداء أي جهود لحل مشكلة العاطلين سياسياً، أو الإفراج عن معتقلي المطار بأية طريقة كانت. كما أن التزاحم الداخلي في «الوفاق» على توزيع مناصب «المجلس النيابي» هو ما يشغلها عن أداء واجباتها السياسية، فمن التمترس حول «خيار المقاطعة»، إلى التمترس الثاني في «خيار المشاركة» منطقة من التحليل تجعل فرضية «المتسلقين الجدد» سلبية جديدة تضاف لداخل «الوفاق»، ويحصد الوفاقيون اليوم أولى نتائجها «عنفاً محسوباً عليها».

تاريخياً، ساهمت «الوفاق» في الدعوة لإطلاق جميع المعتقلين منذ بدء التجربة، حتى أولئك الذين لا يعتبرون ضمن قاعدتها الشعبية دعمت «الوفاق» جهود الإفراج عنهم بشكل أو بآخر، وهي اليوم تتباطأ في القيام بالدفاع عن المحكومين المحسوبين عليها.

إن حوادث العنف الأخيرة هي إفراز طبيعي لفئات لم تجد من يمثلها سياسياً، فالذين كانوا أعلنوا أنهم يدافعون عن حقوق الناس هم اليوم في شأن آخر، وقضية أخرى. قد يقول قائل، لو أن «الوفاق» لم تختر خيار المشاركة وأبقت على خيار المقاطعة قائماً، لكان تحركها في الدفاع عن هؤلاء وتسوية قضيتهم سياسياً هماً أولياً لا يزاحمه شيء، ولما اكتفت «الوفاق» بسلوك الدول العربية عبر انتهاج خطابات الاستنكار والتنديد، وليس بعض رجال الدين ببعيدين عما أقول.

إن وتيرة العنف لن تهدأ إلا إذا قامت «الوفاق» بأدوارها السياسية كاملة، وترفعت عن هم الانتخابات لأسبوع أو أسبوعين لخدمة قضية هؤلاء، والذين لا يجدون من يتكلم عنهم. أما الذي لم أقله في وجهة النظر هذه فهو أن «الوفاق» أصبحت تخاف من جماهيرها، ولا تثق بأن كلمتها «مسموعة»، ولي هنا منطقة أخرى للتحليل.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1289 - الجمعة 17 مارس 2006م الموافق 16 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً