العدد 1289 - الجمعة 17 مارس 2006م الموافق 16 صفر 1427هـ

دعوة... فحوار... فاتفاق... فـ؟!

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

أبدت إيران أمس الأول استعدادها للتباحث والحوار مع أميركا بهدف تحسين الوضع في العراق، وذلك إثر طلب بهذا المعنى قدمه رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق السيدعبدالعزيز الحكيم. وفي حال تجسد هذا الحوار، فإنه سيشكل استئنافاً للاتصالات بين طهران وواشنطن بعد 5 سنوات من الصمت، وفي الوقت الذي صنفت أميركا إيران للتو بأنها «أكبر تحد» لسياستها الخارجية. بهذه الخطوة أثبت الإيرانيون دهاء سياسيا ملحوظا في تعاملهم مع الإدارة الأميركية، وما القبول الأميركي بالعرض الإيراني بإجراء مفاوضات بين الجانبين لترتيب الأوضاع في العراق إلا الحلقة الأحدث في هذا الإطار.

فإيران كانت القوة الإقليمية الأكثر استفادة من الحربين الأميركيتين في العراق وأفغانستان، فقد أراحت الإدارة الأميركية الحالية إيران من أهم عدوين، وهما نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وحكومة «طالبان» المتطرفة في أفغانستان. أما الحوار فهو مدخل يشرع لإيران بالتدخل في العراق، ويجعلها وصيا معترفا به في الشأن العراقي، وذلك بعد أن سمحت أميركا لنفسها باستبعاد هذه الجارة «القريبة» إقليمياً واستراتيجياً واجتماعياً وثقافياً من العراق.

ما قد يستغربه المتابع للملف الإيراني والعراقي، هو أنه جاء في وقت تزايدت فيه حدة التوتر بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني، وإزاء اقتراب الطرفين من حافة المواجهة العسكرية. كما تزامنت مع تأزم الموقف الأميركي في العراق. إلا أن ما يثيره في ذهن المتابع للحوادث هو، هل الحوار هو نوع من المقايضة أو أشبه بصفقة ليتخلص البلدان من ضغوطهما؟!

وإذا حدثت هذه المقايضة فعلاً، فإن إيران ستتحول إلى القوة الإقليمية الأعظم في المنطقة، هذا يعني أنها ستنافس «إسرائيل»، فهل ستقبل أميركا وربيبتها بهذا؟

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1289 - الجمعة 17 مارس 2006م الموافق 16 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً