العدد 3196 - الثلثاء 07 يونيو 2011م الموافق 06 رجب 1432هـ

دراسة توصي واشنطن بردع إيران عن إنتاج سلاح نووي

أوصت دراسة وضعتها هيئة مستقلة للأبحاث السياسية هي معهد «راند كوربوريشن» ومولها سلاح الجو الأميركي نشرت أمس (الثلثاء)، الولايات المتحدة للعمل على ردع إيران عن إنتاج سلاح نووي قبل فوات الأوان، مؤكدة أن إيران باتت قادرة على تطوير السلاح النووي.

وذكرت الدراسة أنه في حال فشلت هذه الجهود الأميركية، فعلى واشنطن أن تضع استراتيجية للتصدي لإيران نووية.

وقال علي رضا نادر أحد واضعي الدراسة بعنوان «مستقبل إيران النووي: خيارات سياسية حاسمة للولايات المتحدة» أنه «ما زال هناك متسع من الوقت لردع إيران عن الآنتقال ببرنامجها (النووي) إلى صنع الأسلحة».

ويعكس النص تطوراً في الأوساط السياسية الأميركية في مواجهة إيران بعد فشل العقوبات الدولية الرامية إلى حمل طهران على تغيير وجهة برنامجها النووي.

وقد تبددت الدعوات لتوجيه ضربات عسكرية للقضاء على المنشآت النووية الإيرانية مع اتضاح انعكاسات مثل هذه العمليات على المنطقة. حتى في إسرائيل التي لطالما اعتبرت أن طهران تشكل تهديداً وجودياً لها، فإن تعليقات مدير سابق للاستخبارات أثارت شكوكاً حول كيفية التعامل مع هذا التهديد.

وما أدى إلى تعقيد الخيارات الاستراتيجية أمام الولايات المتحدة بشكل إضافي هو الربيع العربي الذي قد يأتي بأنظمة تفضل اعتماد مقاربة أكثر اعتدالاً مع إيران في دول تستضيف حالياً قوات أميركية.

وأشارت الدراسة إلى أن إيران أصبحت تمتلك إلى حد كبير المعدات والتجهيزات والتكنولوجيا اللازمة لتطوير سلاح نووي.

وقالت إن «الجهود الدولية لضبط الصادرات وحظر التجارة لا يمكنها الآن سوى أن تأمل في إبطاء تقدم إيران أو حتى منعها من الحصول على تكنولوجيات محددة» على سبيل المثال من أجل تزويد صاروخ برأس نووي.

وأضافت «بالتالي فإن التحركات الإيرانية التي يجب أن تسعى الولايات المتحدة إلى ردعها في المستقبل ستكون التسلح النووي».

وقالت مساعدة وزير الخارجية السابقة لشئون ضبط الأسلحة والأمن الدولي، لين ديفيس والتي تولت إدارة الدراسة أن الجهود المبذولة من إجل إرغام طهران على التخلي عن مخططاتها العسكرية «تواجه عقبات كبرى، لكننا نعتقد أن الوقت ما زال مبكراً للاستسلام».

وأضافت «لا يزال من الممكن برأينا التأثير على نتيجة النقاش السياسي الداخلي في إيران».

وأضافت أن «الأمر الأهم من وجهة نظرنا - وهو ما تشاطرنا إياه أجهزة الاستخبارات- هو أنه لا يزال يتوجب على إيران اتخاذ قرار في ما يتعلق ببرنامجها النووي».

وشددت على الحاجة لاستراتيجية أميركية متكاملة تستبق التطور المستقبلي للبرنامج النووي الإيراني بدلاً من سياسات «نراها اليوم تنبع بشكل أساسي من احتمالات ما هو معقول».

وفي حين لم يصدر التقرير أي توصيات محددة للسياسة إلا أنه حلل إيجابيات وسلبيات مختلف الاستراتيجيات لمنع إيران من «التسلح» النووي وكيف يمكنها أن تناسب شركاء الولايات المتحدة في المنطقة.

وتشمل مختلف أشكال العقوبات والخطوات العسكرية التي يمكن أن تتخذ من أجل الإثبات لإيران أنها ستدفع ثمناً ولا يمكنها كسب أي شيء من وراء مثل هذه الخطوة.

لكنها تشمل أيضاً فصلاً بشأن ردع إيران إذا امتلكت الأسلحة النووية سواء عبر إعلان نفسها دولة نووية أو لزومها موقفاً غامضاً عبر عدم الاعتراف بامتلاك الأسلحة.

وبين الخطوات العسكرية الممكنة المقترحة في التقرير إجراء تدريبات ونشر مؤقت لمقاتلات ذات قدرات نووية في المنطقة وتخصيص إمكانات لغايات التخطيط للرد على استخدام إيران أسلحة نووية.

ولمنع إيران من تحقيق أي مكاسب من وراء تطوير أسلحة نووية، يمكن للولايات المتحدة أن تسعى إلى قدرات لتحديد وتدمير أسلحة إيرانية قبل إطلاقها كما أفادت الدراسة.

كما قدمت الدراسة بعض النصائح لسلاح الجو الأميركي تدعو إلى تصميم تدريبات تظهر أن بإمكانه تهديد القدرات النووية الإيرانية مع إدراكه لمدى تأثير عرض القوة هذا على النقاش الداخلي في إيران.

وقالت ديفيس «لأنه هناك احتمال أن تطور إيران أسلحة نووية سواء كقدرة افتراضية أو قدرة معلنة، لقد آن الأوان للولايات المتحدة والآخرين أن يبدأوا بالتفكير بشأن كيفية الوصول إلى الردع وكذلك التأثير على إيران في حال استخدام أسلحتها النووية».

وأضافت «قد يكون هناك بعض التخطيط حالياً، لكننا نعمل على مساعدة المخططين ليس فقط في الولايات المتحدة وإنما في أنحاء العالم على التفكير في المستقبل»

العدد 3196 - الثلثاء 07 يونيو 2011م الموافق 06 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً