العدد 3203 - الثلثاء 14 يونيو 2011م الموافق 12 رجب 1432هـ

واشنطن تسعى لإنشاء شبكة إنترنت «خفية» للالتفاف على رقابة الأنظمة الدكتاتورية

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس الأحد (13 يونيو/ حزيران 2011) أن الإدارة الأميركية تعمل على مشروع عالمي لإنشاء شبكة إنترنت «خفية» لا يمكن للأنظمة الدكتاتورية حظرها أو مراقبتها، وكذلك أيضاً توفير شبكة هواتف محمولة مستقلة لا يمكن للسلطات دخولها، ما يتيح للمعارضين إمكانية الالتفاف على الرقابة.

وتوصلت الصحيفة الأميركية إلى هذه الخلاصة استناداً إلى مقابلات كثيرة أجرتها وإلى وثائق ومذكرات دبلوماسية سرية حصلت عليها.

وبحسب هذه الوثائق والمقابلات فإن الولايات المتحدة تقود مشاريع سرية من أجل أن تنشئ في دول محددة شبكات للهاتف المحمول منفصلة عن شبكات الهاتف في هذه الدول، كما تقود مشروعاً أقرب إلى رواية بوليسية لإقامة شبكة إنترنت خفية.

ولتطبيق هذه الأفكار يسعى شبان في واشنطن مسئولون عن هذا المشروع لصنع جهاز إلكتروني للاتصالات لا يلفت الانتباه وصغير الحجم بما يتيح نقله داخل حقيبة سفر عادية. وهذا المشروع الذي تموله وزارة الخارجية الأميركية بمنحة قدرها مليونا دولار، يشترط أن يتسع الجهاز الالكتروني بالكامل داخل حقيبة السفر وأن يكون بالإمكان نقل هذه الحقيبة عبر حدود بلد ما كأي حقيبة سفر أخرى، وأن يتم تركيب الجهاز بسهولة وسرعة وأن يسمح بإجراء اتصالات لاسلكية في منطقة واسعة النطاق، وفي الوقت نفسه يتيح الاتصال بالانترنت.

وتعتمد بعض التطبيقات التي يعمل عليها المسئولون عن هذا المشروع على التكنولوجيات الحديثة الجاري تطويرها في الولايات المتحدة، في حين إن بعضها الآخر سبق وأن ابتكره قراصنة الإنترنت.

وتسمح شبكات الاتصال الخفية للناشطين في بلدان مثل إيران وسورية وليبيا بالاتصال بالخارج من دون أن تتمكن حكوماتهم من رصدهم، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مشاركين في هذا المشروع.

وفي أحد أكثر المشاريع طموحاً خصصت وزارتا الخارجية والدفاع الأميركيتان مبلغ 50 مليون دولار على الأقل لبناء شبكة هاتف محمول مستقلة في أفغانستان عبر استخدام أبراج في قواعد عسكرية محمية كأعمدة إرسال.

وضاعفت الولايات المتحدة جهودها التكنولوجية هذه؛ إثر قيام الرئيس المصري السابق حسني مبارك بقطع الإنترنت بالكامل في محاولة منه لمواجهة الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة ضد نظامه والتي ما لبثت أن أرغمته على التنحي. وأخيراً قطعت الحكومة السورية الإنترنت لبعض الوقت في معظم أرجاء البلاد لمنع تجييش المتظاهرين.

وتعتبر مبادرة إدارة أوباما هذه في جانب منها جبهة جديدة في معركة الجهود الدبلوماسية التي تبذلها واشنطن منذ عقود طويلة للدفاع عن حرية التعبير ونشر الديمقراطية. ولعقود خلت أنتجت الولايات المتحدة برامج إذاعية موجهة إلى مواطني الدول الدكتاتورية كانت تبث بالدرجة الأولى عبر إذاعة «صوت أميركا». كما دعمت واشنطن تطوير برامج معلوماتية تحمي هوية مستخدمي الانترنت في دول مثل الصين، كما دعمت برامج لتدريب مواطنين من هذه الدول على نقل المعلومات عبر الانترنت من دون أن تتمكن السلطات من رصدهم

العدد 3203 - الثلثاء 14 يونيو 2011م الموافق 12 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً