العدد 3413 - الثلثاء 10 يناير 2012م الموافق 16 صفر 1433هـ

الصين تسعى لترسيخ سلطة الزعيم الكوري الشمالي الجديد حفاظاً على الاستقرار

تسعى الصين التي استعدت منذ فترة طويلة لرحيل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أيل وانتقال السلطة في البلاد، إلى بذل كل الجهود لترسيخ سلطة نجله على رأس هذه الدولة الحليفة التي لا يمكن توقع تحركاتها والتي تملك السلاح النووي.

ورحيل الزعيم الكوري الشمالي في 17 ديسمبر/ كانون الأول لم يفاجئ الصين والدليل السرعة التي عبرت فيها عن «أحر تعازيها» واعترافها بسلطة كيم جونغ أون وتأكيد حرصها على استقرار كوريا الشمالية.

وقال سكوت بروس من جامعة سان فرانسيسكو إن «الصينيين كانوا يحضرون مع الكوريين الشماليين» لرحيل كيم جون أيل. وأضاف أن «زيارات كيم جونغ ايل إلى الصين في السنوات الثلاث الماضية يبدو أن دوافعها كانت جزئياً التحضيرات لخلافته».

وقام كيم الذي أصيب بجلطة دماغية في 2008 بزيارة حليفته الصين وأبرز دولة تقدم المساعدات لبلاده أربع مرات في غضون أكثر من سنة حتى صيف 2011. والتقى نجله الأصغر كما يبدو وفداً من كبار المسئولين الصينيين في بيونغ يانغ في نهاية 2010. وقال المحلل «إن هذا الوفد قد يكون أعطى مباركة الصين للخلافة لجيل ثالث» من عائلة كيم.

ولا يشكك أحد في أن الصين ستراقب عن كثب بادرات القيادة الجديدة، التي أصبحت جماعية أكثر، على الجانب الآخر من الحدود المشتركة البالغة 1400 كيلومتر. لكن بكين ستحاول أيضاً لعب دور إضافي كما يرى الخبراء. ويقول سكوت بروس إن الصين ستحاول «وضع كوريا الشمالية بشكل إضافي تحت قبضتها لضمان عدم انهيار هذه الدولة».

وبالنسبة للصين فإن استقرار جارتها يعتبر أكثر أهمية وخصوصاً هذه السنة مع تجديد الفريق الشيوعي الحاكم في بكين وتراجع النمو الاقتصادي. ويقول جون فيفر وهو أحد مديري معهد «فورين بوليسي إن فوكس» في واشنطن إن الصين يتملكها هاجس انهيار كوريا الشمالية الذي قد يعني «مخاطر تدفق لاجئين وأسلحة نووية خارجة عن السيطرة وفوضى اقتصادية إقليمية وانتشار جنود أميركيين في شبه الجزيرة الكورية».

من جهتها تقول فاليري نيكيه من مؤسسة الأبحاث الإستراتيجية في باريس إن «المخاوف الرئيسية» لدى الصين هي انهيار نظام «له أهمية إستراتيجية كبرى بالنسبة إليها». وخصوصاً في وقت «تجدد فيه الولايات المتحدة التزامها الإقليمي في آسيا وتتعزز فيه التحالفات الإقليمية مع واشنطن» في اتجاه «مخالف لمصالح» بكين كما أضافت.

وتريد الصين أيضاً الاحتفاظ بدورها «كوسيط لا يمكن تجاوزه» في الملف النووي الكوري الشمالي والمفاوضات السداسية التي تستضيفها وتريد إعادة إطلاقها.وتضم المفاوضات السداسية الهادفة لوقف البرنامج النووي الكوري الشمالي، الكوريتين وروسيا واليابان والولايات المتحدة والصين.

وتقول نيكيه إن أولوية الصين ليست فقط «التهدئة كما قالت لمحاوريها اليابانيين والأميركيين والكوريين الجنوبيين» بعد رحيل كيم لكن أيضاً «ضبط عملية انتقال السلطة في كوريا الشمالية بقدر الإمكان».

ويقول فيفر إن «الصين ستقوم بكل ما يلزم لإفساح المجال أمام ترسيخ سلطة كيم جونغ اون» لا سيما عبر التنمية الاقتصادية لهذا البلد الذي يعاني من نقص كبير في المواد الغذائية ويرزح تحت وطأة عقوبات دولية.

وخلال زيارته إلى مناطق اقتصادية أو مصانع، استفاد كيم جونغ ايل من زياراته الأخيرة إلى الصين لكي يراقب عن كثب خبرة بكين الناجحة في الانفتاح الاقتصادي.وأضاف فيفر أن الصين ستحاول «ضخ خبرات وموارد في كوريا الشمالية لكي تساعد هذه الدولة على النهوض».

وفي المقابل، فاوضت بكين على اتفاقات بشأن استخراج الفحم والمعادن النادرة وحصلت على حق الوصول إلى موانئ مثل راجين (شرق) الذي يفتح أمامها لعشر سنوات بحر اليابان.ومن المتوقع أن يتواصل ارتفاع قيمة التبادل التجاري.

وقال جيا كينغو من جامعة بكين إن الصين «مستعدة لدعم بيونغ يانغ في إصلاحاتها من أجل الاستقرار».وأضاف «بالتأكيد إن الحكومة الصينية قلقة» قائلاً إن «قاعدة سلطة كيم جونغ اون ليست متينة جدا، وهذا الأمر الذي يثير أشد القلق لديها»

العدد 3413 - الثلثاء 10 يناير 2012م الموافق 16 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً