العدد 1398 - الثلثاء 04 يوليو 2006م الموافق 07 جمادى الآخرة 1427هـ

نواب عراقيون غاضبون بعد اغتصاب جندي أميركي لفتاة

بوش: وضع جدول للانسحاب إهانة للقوات وتشجيع للإرهابيين

طالبت نائبة عراقية أمس باستدعاء رئيس الوزراء نوري المالكي أمام البرلمان لمناقشة قضية اغتصاب فتاة عراقية على يد جندي أميركي في مارس/ آذار الماضي وهي أول حادثة من نوعها يعلن عنها منذ غزو العراق، في وقت حذر فيه الرئيس الأميركي جورج بوش من أن وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق يمثل اهانة لذكرى الجنود الأميركيين الذين قتلوا ويعتبر تشجيعا للإرهابيين.

وقالت النائبة صفية السهيل (من كتلة القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق أياد علاوي) في مؤتمر صحافي «نطلب من البرلمان العراقي استدعاء وزير الداخلية جواد البولاني ورئيس الوزراء وإجراء تحقيق بشأن اغتصاب فتاة عراقية ومقتلها مع ثلاثة من أفراد عائلتها». وأضافت «نحن منزعجون (من هذه الواقعة) ونريد فتح تحقيق ليس فقط من خلال الأميركيين ولكننا نطالب بان يكون للحكومة العراقية دور في التحقيق». وأكدت انه «لابد من تحديد المسئول عن الجريمة فهذه امرأة عراقية تمثل شرف العراقيين ونحن كبرلمانيات نطالب بتحقيق فوري». وأعلنت وزارة العدل الأميركية أمس الأول انه تم توجيه الاتهام الى جندي أميركي سابق ( عاماً) يشتبه بأنه اغتصب امرأة ثم قتلها مع ثلاثة من أفراد عائلتها قرب مدينة المحمودية.

وقالت الوزارة في بيان ان الجندي ستيفن غرين كان عنصراً في الكتيبة الأولى في الفوج في الجيش الأميركي الذي يتخذ من كنتاكي (وسط، شرق) مقراً، وكان ضمن وحدة متمركزة في المحمودية.

وجاء في وثيقة وضعها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (أ ف بي آي) للحصول على مذكرة توقيف، أن غرين توجه ليل - مارس برفقة ثلاثة جنود آخرين كان احتسى معهم الكحول، إلى منزل قرب نقطة تفتيش في ضواحي المدينة «من أجل اغتصاب امرأة كان يعرف أنها تقيم هناك». وبحسب شهادة جندي بقي عند الحاجز وجنديين من الذين رافقوا غرين، فان هذا الأخير توجه مباشرة إلى غرفة كانت فيها امرأة ورجل وفتاة، ثم خرج قائلاً «لقد قتلتهم، ماتوا كلهم». ثم أقدم غرين وجندي آخر على اغتصاب امرأة شابة كانت في المنزل، ثم قتلها ستيفن غرين بطلقتين أو ثلاث من رشاشة. ورمى الرجال الأربعة الرشاش في قناة، واحرقوا ملابسهم التي كانت عليها آثار دماء. وتشير الصور التي التقطت في وقت لاحق في المنزل إلى أنهم حاولوا أيضاً إحراق جثة الشابة التي تعرضت للاغتصاب.

ومن جانبه ،أكد قائمقام قضاء المحمودية مؤيد فاضل حسين انه بدأ بالتحقيقات في القضية. وفي الولايات المتحدة حذر بوش أمس من أن وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق يمثل اهانة لذكرى الجنود الأميركيين الذين قتلوا ويعتبر تشجيعا للإرهابيين. وقال بوش في خطاب ألقاه بمناسبة عيد الاستقلال «ان وضع جدول مصطنع (للانسحاب من العراق) في وقت يتلقى فيه الإرهابيون سلسلة من الضربات الكبيرة من شأنه أن يعطي دفعا جديداً لقضيتهم». وأمام هتافات الآلاف من الجنود وعائلاتهم رفض بوش تحديد موعد للانسحاب من العراق، في مواجهة أصوات المطالبين بذلك من المنتقدين لسياسته في الولايات المتحدة.

وقال «أعدكم بأنني لن اسمح لتضحيات جندياً ماتوا في العراق أن تذهب سدى بالانسحاب من هناك قبل إتمام المهمة». ونادرا ما يأتي بوش على ذكر عدد القتلى في العراق.

على صعيد متصل أكد السفير الأميركي لدى العراق زلماي خليل زاد أمس أن مقتل زعيم «القاعدة» في بلاد الرافدين أبومصعب الزرقاوى لم يسهم في خفض حدة العنف الذي يشهده العراق. وفي المملكة المتحدة قال رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمس ان «أعداداً كبيرة» من القوات البريطانية يمكن أن تنسحب من العراق خلال شهراً. وقال بلير أمام نواب من لجنة الاتصالات في مجلس العموم ان القوات البريطانية ستبقى في البلد المضطرب طالما رغبت الحكومة العراقية. وأضاف «اعتقد انه خلال الأشهر الـ المقبلة، ستكون هناك فرص لسحب قوات كبيرة من الجنود البريطانيين لأن قدرات القوات العراقية ستزداد». وقال «ما ناقشناه في الحكومة هو كيفية سحب القوات مع تزايد قدرات القوات العراقية تدريجيا للسيطرة على المحافظات واحدة بعد الأخرى». وأضاف «إذا كان هناك حديث فهو عن خفض كبير في كثير من القوات، لأنني اعتقد أن الحكومة العراقية حريصة على السيطرة على وضعها الأمني».

ميدانيا أعلن التلفزيون العراقي الحكومي إطلاق سراح وكيل وزارة الكهرباء ومرافقيه الذين خطفوا في وقت سابق أمس بمنطقة الطالبية شرقي بغداد. وأوضح تلفزيون «العراقية» نقلا عن وزارة الداخلية أن وكيل الوزارة رعد الحارس ورفاقه أطلق سراحهم جميعا أمس من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وقتل أمس احد أساتذة كلية الرافدين الأهلية التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق أياد علاوي على يد مسلحين مجهولين في حي المستنصرية وسط بغداد.

كما اقتحم مسلحون أمس مسجد الفردوس في الفلوجة التي كانت معقلاً للسنة غرب بغداد، وقتلوا إمام المسجد الشيخ محمد الجميلي. وفي بغداد، قتل شرطيان وأصيب ثلاثة آخرون في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم.إلى ذلك ذكر مصدر طبي في كربلاء أمس أن أربعة مدنيين بينهم امرأة قتلوا بنيران مسلحين في هجمات متفرقة في عدة أحياء من المدينة، في وقت أعلن فيه الجيش الأميركي انه قتل إرهابياً من «القاعدة» يعتقد انه كان وراء انفجار مدينة الصدر الذي أوقع السبت قتيلاً وقرابة المئة جريح الاسبوع الجاري

العدد 1398 - الثلثاء 04 يوليو 2006م الموافق 07 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً