لا تستمر حالات الحب سوى عام على الأكثر وأحياناً لبضعة أشهر. ويفتر الشعور بالبهجة والاثارة، وكذلك الرغبة في البقاء إلى جوار المحبوب أو التفكير فيه طوال الوقت.

وتصير العلاقة روتينية من كل النواحي بما فيها الناحية الجنسية.

وعلى رغم أن هذا لا يبدو غير طبيعي إلا أنه يشكل بعض الخطورة.

ولذلك يجب علي الحبيبين أن يبذلا جهدا للابقاء على حبهما وإجراء محاولات منتظمة لاعادة اكتشاف ذلك الشعور الذي ربط بين قلبيهما في البداية.

تقول أورسولا نوبر الطبيبة النفسية والكاتبة بمدينة لادنبورج بولاية بادن فورتيمبرج الألمانية إن «الجنون وتدفق المشاعر ينتهيان بعد فترة. وهذا الفتور أمر حتمي لأن الاثنين يبدآن في التعرف علي بعضهما البعض بشكل أفضل ويتراجع حجم الاشياء الجديدة والمثيرة التي يمكن أن يعرفها كل طرف عن الآخر».

ويقول جوي بودمان بجامعة فرايبورج بسويسرا إن معظم العشاق يعتقدون أن الحب هو كل ما يحتاجونه دون الحاجة إلى بذل أي مجهود. وهذا السلوك يمكن أن يجعل العلاقة فريسة للرتابة والملل والعزلة.

ويري يورج فيسنر الطبيب النفسي ومستشار العلاقات العاطفية في هامبورج «إن الناس يميلون إلى الاعتقاد بأن العلاقة قد تنجح من تلقاء نفسها.وهذا الاسلوب هو ما يجعل العلاقة تتدهور».

وقالت نوبر إن هذا الشعور يتسلل إلى الحبيبين اللذين يظنان أنهما يعرفان كل شيء عن بعضهما البعض، ومن هنا تقل سبل إبداء الاهتمام وتقديم الهدايا وتختفي كذلك المجاملات والتعبير عن العطف والحنان. وقالت إنه بغض النظر عن السن تتصف تلك المرحلة بنقص الحميمية وتراجع معدل ممارسة الجنس إلى النصف.

وحتى في العلاقات الصحية لا يوجد مفر من الروتين، إذ إنه تطور طبيعي.

وقالت أورسولا نوبر إن الحبيبين يجب أن يحاولا قضاء «وقت خاص» مع بعضهما البعض بهدف تجديد علاقتهما بعيدا عن قيود الحياة اليومية.

وقال فيسنر إن أحد سبل ضخ دماء جديدة في شرايين العلاقة العاطفية الطويلة هي «العودة بالذكريات إلى الوراء». ويمكن أن تذكر العودة إلي أماكن قضاء العطلات بين الطرفين بما جذبهما إلى بعضهما البعض في بادئ الامر. ويجب أن يدرك الاثنان أن السعادة لا تعني بالضرورة أن يبقيا بالقرب من بعضهما طوال الوقت