تظهر الإشارات الواردة عن النشاط الاقتصادي في الربع الثاني تباطؤاً ملحوظاً تحركه البيانات الاقتصادية الواردة من الولايات المتحدة والشكوك المتعلقة بالاتجاه السياسي في الصين وما يصحب ذلك من بيانات تشير نحو مزيد من التراجع في مخرجاتها الاقتصادية. كما عاد القلق في منطقة اليورو إلى سابق عهده وبقوة في ظل تأثير عمليات ضخ السيولة السابقة التي قام بها المصرف المركزي الأوروبي الذي أثبت محدودية تأثيره. إن الانتخابات المتزامنة مع الاحتجاجات التي تشهدها المنطقة واستبعاد حكومات قديمة وترقب حكومات جديدة لا تلتزم بإجراءات التقشف المتفق عليها؛ الأمر الذي سيتسبب لمنطقة اليورو باحتكاك كبير، يؤثر تأثيراً كبيراً على الشعور العام السائد.

خفَّض المستثمرون الانكشاف على السلع خلال شهر أبريل/ نيسان 2012، ولايزال الأمر مستمراً في مايو/ أيار الجاري؛ إذ لم يشهد البيع ارتباطاً بقطاع واحد محدد. وكما أوضحت مؤشرات القطاعات الفرعية في داون جونز ويو بي إس فقد أرجعت القطاعات الثلاث الرئيسية الخسائر بنسبة تتراوح ما بين 3 و4 في المئة. ووفق البيانات الواردة من لجنة العقود المستقبلية والتداول بالسلع الأميركية فقد خفَّض المستثمرون المضاربون انكشافهم على عقود السلع الأميركية المستقبلية المتداول بها 285,000 عقد ليصل الرقم إلى 1,245,000 عقد، وهو ما يمثل تغيراً اسمياً بقيمة 21 مليار دولار أميركي.

وبعيداً عن فول الصويا، فقد شهدت السلع كافة تخفيضات، مع تكبّد الذرة والسكر لأكبر نسبة مئوية من الخسائر في حين شهد خام غرب تكساس والذهب التخفيضات الاسمية الأكبر.

وبالتحول نحو أداء السلع بشكل منفرد خلال الشهر الماضي، فقد شهدت غالبيتها تراجعاً مع تكبد السلع الأكثر تأثيراً، وهي خام برنت والفضة والقمح والغازولين، لخسائر تجاوزت خمسة في المئة.

ويبدو أن التدخل اللفظي الذي حضر بقوة خلال الشهرين الماضيين، وخاصة من المملكة العربية السعودية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، سيصل إلى ذروته. إن التذكير المتكرر والمستمر بأن سوق النفط العالمية تحتفظ بمخزون جيد الآن بسبب الإنتاج الكبير الوارد من السعودية والعراق والقضاء على بعض حالات الانقطاع التي حدثت خلال مارس/ آذار قد ساعد في خفض سعر خام برنت ليعود إلى ما دون 120 دولاراً للبرميل.

ساسكو بنك