ينتظر عدد من المتفوقين والمتفوقات في المرحلة الثانوية نتائج لجنة تظلمات توزيع البعثات في وزارة التربية والتعليم، وذلك بعد أن قامت الأخيرة بتوزيع خطة البعثات 2012/ 2013 والتي سبق أن اعتمدها وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، بناءً على ما رفعته له لجنة البعثات بالوزارة، إذ بلغ عددها 2476 بعثة ومنحة دراسية، وخلَّف ذلك التوزيع اعتراضاً شديداً من قبل كثير منهم بعد أن تم «حرمان» البعض منهم من الحصول على بعثة دراسية، فيما أعطي آخرون رغبات لا تتناسب مع ميولهم.

ورأوا أن «مقابلات توزيع البعثات» التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم هي السبب وراء «خسارتهم» لفرصتهم في الحصول على البعثات التي يطمحون بها، آملين بأن تعجِّل الوزارة في إعلان نتائج لجنة التظلمات، وذلك كي يتسنى لهم استكمال إجراءات التسجيل أو البحث عن بديل في أسوء الظروف، على حد وصفهم.

ولفتوا إلى أن الوزارة سبق أن أكدت أنها قامت باعتماد نظام اختبار القدرات والمقابلات الشخصية أثناء توزيع البعثات والمنح إلى جانب المعدّل التراكمي لمساعدة المتفوقين على اختيار التخصصات المناسبة لميولهم واهتماماتهم ورغباتهم وإمكاناتهم، وأنها لم تقم باعتماد المقابلة الشخصية كمعيار لحصول المتفوّق على بعثة أو عدم حصوله عليها، وأن كلّ طالب حاصل على معدّل 90% في المئة فما فوق في الشهادة الثانوية سيحصل على بعثة أو منحة دراسية، وأنّ الغرض من امتحان القدرات والمقابلة الشخصية مساعدة الطالب على تحديد التخصص فقط، معلقين بأن موظفي الوزارة، ومن خلال مراجعتهم للوزارة للاستفسار عن سبب عدم حصولهم على رغباتهم رغم حصولهم على معدلات تراكمية عالية، أخبروهم أن «مقابلات توزيع البعثات» هي السبب، على حد قولهم.

وأشاروا إلى أنه من غير المنصف أن يتم «تجاهل» تعب سنوات طويلة في الدراسة واختزالها في مقابلة لا تتجاوز مدتها العشر دقائق.

وفي سياق ذي صلة، أشارت الطالبة (ز.أ) والتي سبق شكت لـ «الوسط» من «حرمانها» من بعثة دراسية رغم حصولها على معدل تراكمي في الثانوية العامة-المساق العلمي يصل إلى 97.8 في المئة، و أن وزارة التربية والتعليم أعطتها منحة دراسية فقط أي (400 دينار في السنة الدراسية)، بأنها راجعت وزارة التربية والتعليم ووجهوا لرفع تظلم في لجنة تظلمات توزيع البعثات.

وأملت بأن يتم إنصافها وإعطاؤها بعثة في أحد التخصصات الطبية، مشيرة إلى أن «الوزارة» أعطت بعض هذه البعثات لطلبة يقلون عنها في المعدل، على حد قولها.

أما الطالبة ( ز. م) والحاصلة على معدل 98.7 في المئة وإحدى المكرمات على لوحة الشرف على مستوى البحرين في الثانوية العامة، فقد أشارت لـ « الوسط» إلى أنها تفاجأت بمنحها بعثة للهندسة في جامعة البحرين رغم أن رغبتها هي دراسة الطب، وتوقعها بأن يضمن لها معدلها التراكمي المرتفع الحصول على بعثتها التي لطالما درست وأجتهدت طوال سنوات للحصول عليها.

وذكرت بأنها تحتل المركز الثاني على مدرستها واسمها في لوحة الشرف، مستدركة بأنه ورغم ذلك لم يتم منحها البعثة التي تطمح بها أو حتى رغبتها الثانية، أو الثالثة في أقل تقدير.

وأضافت بأنها راجعت الوزارة مراراً ورفعت رسالة لوزير التربية والتعليم منذ أكثر من أسبوع، كما ورفعت تظلماً في لجنة التظلمات.

وقالت: «أنتظر حالياً نتائج اللجنة، وأتمنى أن يتم النظر لمعدلي ومنحي بعثة دراسية ضمن ميولي، وأستغرب من تأكيد الوزارة على أن المقابلات هي للتسهيل على الطالب الاختيار ولا تكون سبباً في حرمانه من بعثته أو منحته الدراسية، وأن الواقع يشير إلى خلاف ذلك».

يذكر أن وزارة التربية والتعليم نشرت مسبقاً نتائج الدور الأول لامتحانات الشهادات العامة الثانوية، والثانوي الفني والمهني، من دون أن تتضمن القائمة درجات الطلاب، واكتفت بنشر أسماء الطلاب والطالبات الناجحين فقط، واقتصر الإعلان عن الدرجات في لوحات الشرف التي عممتها الوزارة، فيما أعلنت فيما بعد عن خطة توزيع البعثات ومواعيد للمقابلات الشخصية ولم تعلن عن نتائج توزيعها في الصحف المحلية، في حين شهد ذلك موجة من الاعتراض بدأت بعدم إعلان النتائج، ومن ثم عدم إعلان توزيع خطة البعثات، فضلاً عن الإصرار على اعتماد المقابلات كمعيار للحصول على البعثة رغم نفي الوزارة.

ويشار إلى أن الوزارة طرحت في خطة البعثات أكثر من 200 بعثة للتخصصات الطبية لمتفوقي الثانوية العامة في المدارس الحكومية والخاصة، والتي غالباً ما تشهد في كل عام منافسة شديدة للحصول عليها نتيجة إقبال كثير من المتفوقين عليها، إذ شملت البعثات للتخصصات الطبية 80 بعثة للتمريض، و22 بعثة للطب البشري، وعدداً من البعثات لتخصصات طبية أخرى كالسمع والنطق، طب الأسنان، الصيدلة، المختبرات الطبية، العلاج الطبيعي والأطراف الصناعية، فضلاً عن تخصص الأشعة، والفيزياء الطبية.