العدد 3646 - الخميس 30 أغسطس 2012م الموافق 12 شوال 1433هـ

«الأياتا»: تباطؤ الطلب العالمي على النقل الجوي في يوليو

شركات الطيران في الخليج ليست بمنأى

كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) في بيان تلقت «الوسط» نسخة منه أمس (الخميس) عن نتائج الحركة الجوية العالمية لشهر يوليو/تموز الماضي، والتي أظهرت حصول تباطؤ في نمو الطلب على النقل والشحن الجوي على حد سواء، ولكن مع اختلاف كبير وفقاً للمنطقة والسوق.

وسجل الطلب على النقل الجوي للركاب في شهر يوليو 2012 ارتفاعاً أعلى مما تم تسجيله في الفترة نفسها في العام 2011 بنسبة 3.4 في المئة، ولكن كان أدنى من نتائج شهر يونيو الذي سجل ارتفاعاً في الطلب على النقل الجوي بمقدار 6.3 في المئة، ومتوسط النمو الكلي خلال النصف الأول من العام الجاري (6.5 في المئة). ويعزى هذا التباطؤ في نمو الطلب على النقل الجوي إلى الحد كبير نتيجة إلى انخفاض الثقة في العديد من الاقتصادات.

وقد انخفض الطلب على الشحن الجوي في يوليو 2012 عن يوليو 2011 بمقدار 3.2 في المئة. وهذا أقل من النسبة السنوية التي تم تسجيلها في شهر يونيو الماضي (0.1 في المئة). ويعود هذا الانخفاض الكبير نتيجة لمقارنتها مع النتائج الإيجابية التي تم تحقيقها في الفترة ذاتها من العام الماضي. ولكن بصورة عامة، فإن الطلب على الشحن الجوي يعد ضعيفاً نسبياً تمشياً مع تراجع نمو التجارة والاقتصاد العالمي.

وقد استجابت شركات الطيران لهذا التراجع من خلال خفض القدرة الاستيعابية لها التي تم إضافتها في وقت سابق إلى عدد من الوجهات، الأمر الذي ساعد على استقرار عوامل الحمولة عند مستويات مرتفعة نسبياً، فضلاً عن تحقيق بعض الربحية في مواجهة ارتفاع أسعار الوقود. وقد ارتفعت نسبة القدرة الاستيعابية لنقل الركاب في شهر يوليو بنسبة 3.6 في المئة تمشياً مع ارتفاع حركة المرور للنقل الجوي مما ساعد على الحفاظ على عامل الحمولة مرتفعاً نسبياً (83.1 في المئة).

وفي هذا السياق، قال المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) توني تايلور: «إن التوقعات الغير أكيدة للاقتصاد العالمي لها تأثير سلبي في الطلب على النقل الجوي. فإن الطلب على الشحن الجوي سجل معدلاً أقل مما سجله في العام الماضي بنسبة 3.2 في المئة. وأن أسواق نقل الركاب، ما عدا تلك التي في إفريقيا والسوق الداخلية للصين والشرق الأوسط، شهدت تباطؤاً في الطلب مقارنة مع شهر يونيو الماضي. وبصورة عامة، فإن الطلب على النقل الجوي للركاب كان أعلى بنسبة 3.4 في المئة عن يوليو من العام الماضي. ولكن هناك تباطؤاً ملموساً في النمو، وإلى جانب ارتفاع أسعار الوقود فإن من المرجح أن تجعل من النصف الثاني للعام الجاري فترة صعبة بالنسبة لقطاع النقل الجوي».

أسواق نقل الركاب الدولية

وكان الطلب على نقل الركاب الدولي في شهر يونيو 2012 أعلى منه في العام الماضي بنسبة 3.5 في المئة، تماشياً مع التوسع في القدرة الاستيعابية (3.5 في المئة ). وسجلت عوامل الحمولة نسبة 83.3 في المئة.

وأن التباطؤ يصبح واضحاً عند مقارنة بالشهر السابق (يونيو) حيث كان المعدل السنوي للنمو 7.5 في المئة، وهو نفس المعدل الذي تم تسجليه خلال النصف الاول من العام. وأن التباطؤ في نمو الطلب على النقل الجوي الدولي قد تركز في الأشهر القليلة الماضية، وذلك تمشياً مع انخفاض الثقة في قطاع الأعمال والاقتصاد العالمي. وأن الضعف في النقل الجوي في بعض الأسواق المحلية الرئيسية كان واضحاً منذ فترة.

وكانت شركات النقل في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط الوحيدة التي سجلت نمواً على أساس شهري. أما الناقلات في الأسواق الدولية الأخرى قد سجلت انخفاضاً في الطلب العالمي للنقل الجوي في يوليو مقارنة بشهر يونيو.

فقد شهدت ناقلات منطقة الشرق الأوسط النمو الأقوى في حركة النقل الجوي على مستوى العالم وبنسبة 11.2 في المئة على أساس سنوي، رغم كونها أقل من نسبة الزيادة في القدرة الاستيعابية (12.4 في المئة). وعند مقارنتها مع بشهر يونيو، فقد ارتفعت حركة المرور بنسبة 0.1 في المئة فقط. وتأثرت اتجاهات النمو في المنطقة بحلول شهر رمضان الذي بدأ في يوليو من هذا العام.

الشحن الجوي الدولي والمحلي

انخفض الطلب على الشحن الجوي في يوليو 2012 بنسبة 3.2 في المئة مقارنة بشهر يوليو 2011، ولكنه حافظ على مستواه عند مقارنته بشهر يونيو. وسجلت شركات الطيران في الشرق الأوسط ارتفاعاً في الطلب بنسبة 16 في المئة على أساس سنوي، على عكس الأسواق الأخرى التي سجلت انخفاضاً في الطلب. وعاد النمو في الطلب على الشحن الجوي في الركود بعد فترة الانتعاش القليلة التي شهدها منذ نهاية العام 2011. حققت شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط ارتفاعاً في الحركة الجوية بنسبة 16 في المئة نتيجة لارتفاع القدرات الاستيعابية بنسبة 11 في المئة، والتي ساعدت على رفع عامل الحمولة نقطة بنسبة 2 في المئة لتسجل 45.3 في المئة.

من جانبه قال نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) حسين حسين الدباس «إن نمو حركة النقل الجوي الدولية التي حققتها شركات طيران منطقة الشرق الأوسط (11.2 في المئة) يعد إنجازاً هائلاً في مواجهة تباطؤ النمو في المناطق الأخرى حول العالم، رغم مصادفة شهر رمضان المبارك في شهر يوليو. ولكن لا تزال هناك تحديات كبيرة في المستقبل. فإن التجربة التي مرت بها شركات الطيران خلال الفترة 2008-2009 تعد دليلاً على أن شركات الطيران في الخليج ليست بمنأى عن حصول تباطؤ عالمي حاد. وفي الوقت ذاته، لا يزال علينا معالجة القضايا التي تواجهنا مثل سعة المجال الجوي، لكي لا نقيد النمو المستقبلي. ويعمل الاتحاد الدولي للنقل الجوي حالياً مع حكومات المنطقة والشركاء والمعنيين في قطاع النقل الجوي للتعامل مع هذه التحديات».

دورة الألعاب الأولمبية

وأضاف تايلور: «كان النجاح الكبير الذي حققته دورة الألعاب الأولمبية في لندن دليلاً واضحاً للدور الحيوي الذي يلعبه قطاع النقل الجوي في ربط أطراف العام مع بعضها البعض، وتسهيل إقامة الأحداث العالمية الضخمة. والآن تتجه جميع الأنظار إلى البرازيل التي ستستضيف نهائيات كأس العالم 2014 ودورة الألعاب الأولمبية العام 2016. وسوف يلعب قطاع النقل الجوي دوراً رئيسياً في هذا أيضاً. ولضمان أن البنية التحتية لقطاع النقل الجوي في البرازيل قادرة على التعامل مع الطلب الكبير الذي ستشهده آنذاك، فإن ذلك سيتطلب جدهاً كبيراً».

وإن قطاع النقل الجوي في البرازيل يدعم حوالي 940,000 وظيفة، ويدعم الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.3 في المئة، في حين أن الاتصال التي يوفرها قطاع النقل الجوي يدعم إبراز البرازيل باعتبارها الاقتصاد النامي لدول البريكس. ولكن، رغم أهمية اقتصاد قطاع الطيران بالنسبة للبرازيل، فإن هذا البلد يشغل المرتبة 93 لجودة بنيته التحتية لقطاع النقل الجوي، وفقاً لمؤشر التنافسية للسفر والسياحة التابع لمنتدى الاقتصادي العالمي.

العدد 3646 - الخميس 30 أغسطس 2012م الموافق 12 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً