العدد 3654 - الجمعة 07 سبتمبر 2012م الموافق 20 شوال 1433هـ

مفارقات حصرية

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

تتنافس المؤسسات والشركات كما القنوات الإعلامية على أن يكون لديها ما يميزها وما تقدمه دون غيرها للرأي العام وللزبائن، كما تسعى الدول إلى أن تكون الأفضل في تقديم الخدمات بمختلف مستوياتها وأنواعها إلى المواطنين، كما تقدم بعض الدول خدمات للمواطنين لا تقدمها دول أخرى بل تقدمها هي بشكل حصري، وتعمل دول أخرى أن تقدم خدمات حصرية للمواطنين دون غيرهم من السكان.

وفي البحرين، ما يقدم بشكل حصري يشكل مفارقات كبيرة يحصل عليها المواطنون دون غيرهم، كما أنها تعد حقوقاً حصرية للغاية.

يقدم للمواطن البحريني، مشروع البيوت الآيلة للسقوط، ويحول بقدرة قادر إلى قروض يجب على الفقراء دفعها، في الوقت الذي توزع فيها الأراضي التي تصل قيمتها بالملايين على متنفدين، ومع قدوم المارشال الخليجي للبحرين، لكن التخطيط يبدو أنه سيغمض عينيه أمام أصحاب البيوت الآيلة للسقوط، ولكن لا نعلم هل سيغلق عينيه أمام المتنفدين كما أصحاب البيوت الآيلة للسقوط؟.

وحصرياً، يعلن ويعلن ويعلن عن البحرنة، ولكن تتم إقالة البحرينيين من وظائفهم في جميع المستويات ويتم استقدام أجانب وعرب ليحلوا محلهم، لتكون بذلك عملية توطين الوظائف بشكل حصري، ومفارقات الأمور الحصرية أنه يتم إرجاع الموظفين من أجل إقالتهم من عملهم كما فعلت وزارة شئون البلديات مع الموظفين في بلدية الشمالية.

وحصرياً، ينتشر بين البحرينيين مرض السكلر الذي يحصد الأرواح بشكل متسارع، والقرار استقدام خبرات من خارج البحرين، والقرار غريب عجيب، إذ إن الخبرات البحرينية التي تتعامل مع هذا المرض يتم إيقافها بينما يراد جلب خبرات أجنبية، فضلاً عن أن هذا المرض منتشر في البحرين لكن المرضى عندما يزورون الدول الأخرى فإن أطباء تلك الدول لا يعلمون عنه شيئاً.

وبشكل حصري، فإن وزارة شئون البلديات تقدم لنا الخلافات الداخلية بداخلها في الإعلان عن شحنات أغنام وأبقار فاسدة أكل المواطن من لحم شحنة منها قادمة من جيبوتي بحسب الإعلام إلا أن هناك حقائق أخرى عن هذه الشحنة، ولأن الأمر حصري وحصري جداً، فإن الأطباء العرب الذين سمحوا بدخول الشحنة مازالوا على رأس عملهم، ولأننا أمام المفارقات الحصرية فإن الفساد الذي اكتشف في موضوع توزيع الحظائر لم يعاقب صاحبه سوى أن عليه أن يداوم في مكتبه مع جميع الامتيازات.

والحصري أن قضايا الفساد كلها تنتهي إلى لا شيء، وأن المدان عليه أن ينام في البيت مرتاح البال وأن يصرف من مدخولات الفساد التي تصل إلى ملايين الدنانير في بعض الحالات، هذا طبعاً إذا تمت إحالته إلى التقاعد أو إقالته من عمله لأنه من الممكن أن ينقل وبشكل حصري إلى وظيفة أكثر راحة.

ومن الحصري، أن على الفقير أن يصمت على جوعه وبيته الآيل للسقوط، وأن على العائلة التي تتكون من 7 أفراد أو أكثر وتقطن في غرفة واحدة أن تصبر وتصبر لعشرين سنة من دون أن تحتج، وأن على الموظف أن ينظر إلى ترقية غير المؤهلين وإقالته من عمله وهو ساكت أخرس، هذه للأسف بعض مفارقتنا التي لا نحتاج لأن نكون حصريين فيها، بل نريد أن ترجع البحرين كما كانت الحصرية الأولى في الكهرباء والتعليم والنفط، على أن ذلك يتم برعاية حقوق الإنسان وتحقيق العدالة بين الناس جميعاً.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3654 - الجمعة 07 سبتمبر 2012م الموافق 20 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:54 م

      محرقية

      زيد على معلوماتك ... ان مشاريع البيوت الايلة للسقوط تحولت الى بنك الاسكان والخير الملكية تتبرع ببناء مدرسة للاجئين في تركيا ... عذارى نسقي البعيد ...

    • زائر 2 | 8:14 ص

      سيد حسين الموسوي

      مميز دائما يا مالك عبدالله فى مواضيعك

    • زائر 1 | 1:35 ص

      تناقض

      أضحك أنت في البحرين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اقرأ ايضاً