لم تنظر صحيفة «الوسط» لنفسها يوماً أنها بعيدة عن المجتمع الذي يقرأها صباح كل يوم، ولم تنظر إلى نفسها آلة خبرية لا مهمة لها سوى نفض الغبار عن الحقائق، بل كانت ترصد المواهب والإبداعات لقرائها من منطلق دور اجتماعي فطنت له أعرق المؤسسات الصحافية العالمية.

ولأنها مؤمنة بأهمية الصحافة الاجتماعية؛ فقد مدت ذراعيها للناشئة والمبدعين والموهوبين ليطلوا من نافذتها الواسعة ليؤكدوا أن هذا الوطن زاخر بالطاقات والإبداعات.

فقد نظمت «الوسط» معارض عدة ناجحة بكل المقاييس، من بينها: معرض المصورين، معرض الأم مدرسة، ومعرض المقتنيات القديمة، والتي أُقيمت في مبنى الصحيفة بشارع البديع، وحققت إقبالاً كبيراً من مختلف فئات المجتمع الذين توافدوا على مبنى الصحيفة لرؤية إبداعات الطاقات البحرينية في المعارض الثلاثة.

وأول معرض نظمته «الوسط» كان معرض المصورين الفوتوغرافيين للمصورين الصحافيين العاملين في مجال وسائل الإعلام البحرينية، الذي تم تنظيمه في 6 مارس/ آذار من العام 2010، بمشاركة 33 مصوراً صحافيّاً يعملون في مختلف وسائل الإعلام المحلية وبعض الهيئات، ونظمته الصحيفة في بادرة تُعدُّ الأولى من نوعها على مستوى البحرين، وتم فيه عرض 66 صورة للمشاركين، وتمت طباعة صورتين لكل مصور.

وتناولت الصور المشاركة صوراً تحكي موضوعات سياسية واقتصادية ورياضية وإنسانية مختلفة، وشهد المعرض إقبالاً كبيراً من المهتمين في مجال التصوير الفوتوغرافي والصحافي.

ويأتي تنظيم صحيفة «الوسط» لهذا المعرض لما تمثله الصورة من أهمية كبرى للخبر والقراء، ولما يميز التصوير الصحافي باستخدام الصور جنباً إلى جنب مع التقارير الإخبارية التي تنشرها وسائل الإعلام؛ كالصحف والمجلات والوكالات الإخبارية والتلفزيون والإنترنت، ودمج الصور مع التقارير الإخبارية وما تمثله من أهمية أساسية لانتشار الخبر بشكل مناسب وموسع.

وفي ثاني تجربة ناجحة؛ أقامت صحيفة «الوسط» معرض الرسم الأول الذي حمل عنوان: «الأم مدرسة»، وأقامته «الوسط» بالتعاون مع جمعية المرسم الحسيني، بمناسبة عيد الأم، وذلك للأطفال والناشئة، في 24 مارس/ آذار 2012.

وشارك في المعرض 60 طفلاً وناشئاً رسموا 60 لوحة عبروا فيها عن حبهم لأمهاتهم، ولأسرهم، فيما اختارت لجنة تقييم اللوحات الفنية، 9 لوحات فازت بالمراكز الأولى، في الوقت الذي كرمت «الوسط» جميع المشاركين، تقديراً منها لمشاركتهم في المعرض.

ويعتبر معرض «الأم مدرسة» أول الفعاليات الفنية والثقافية التي نظمتها «الوسط» في العام 2012. وتكوّنت لجنة تحكيم اللوحات المشاركة في المعرض من فنانين بحرينيين لهم باع طويل في مجال الفن، ومن المحكمين الفنانين المعروفين بمستواهم الفني في البحرين.

كما أشاد أولياء أمور الأطفال والناشئة المشاركين بالخطوة التي اتخذتها «الوسط»، بتنظيم معرض رسم خاص بالأطفال والناشئة، يعبرون من خلاله عما بداخلهم من مشاعر وإبداع تجاه الأم، وخصوصاً في مناسبة عيد الأم.

وشهد المعرض إقبالاً واسعاً من مختلف أطياف المجتمع ومن كل الأعمال ضاقت به صالة العرض ما ساهم في إنجاحه بشكل كبير بإشادة الفنانين الذين حضروا لرؤية إبداعات الصغار والناشئة البحرينيين الذين لا يقلون إبداعاً عن نظرائهم خارج البحرين متى ما توافرت لهم عوامل التشجيع والاهتمام بتنميتهم وإقامة المعارض لهم التي يستطيعون فيها إخراج طاقاتهم وفنهم.

كما نظمت «الوسط» ثالث معارضها «معرض المقتنيات القديمة» في (2 يونيو/ حزيران 2012)، وكان مخصصاً للمهتمين بالمقتنيات القديمة، إذ تم عرض وثائق ومخطوطات وكتب بحرينية قديمة تعود إلى مئات السنين، إلى جانب عملات البحرين القديمة وطوابع البريد.

وشهد المعرض حضوراً واسعاً من المثقفين والمهتمين بمجال التاريخ والتراث، والذي شاركت فيه مجموعة من أعضاء جمعية البحرين لهواة طوابع البريد، وعبر فيه المشاركون عن بالغ سرورهم لاحتضان «الوسط» المعرض وتنظيمه لعرض مقتنياتهم القديمة وإبراز هذه المواهب لدى المواطنين، ما يعكس اهتمام الصحيفة بالتراث والمخطوطات والأشياء القديمة التي تشكل تاريخاً مهمّاً للدول، وحرص الصحيفة على حفظ التراث والتاريخ البحريني، وتعريف الأجيال بهذا التراث.

وعكس المعرض جزءاً من تاريخ البحرين القديم والعالم، وإعجاباً من الحضور الذين أكدوا أن بعض المقتنيات القديمة رأوها لأول مرة في هذا المعرض الذي غطى المقتنيات البحرينية القديمة وأيضاً غير البحرينية، كما كشف المعرض عن أن الكثير من البحرينيين لديهم مقتنيات قديمة يحتفظون بها، وبعضهم يتحمل المشاق والسفر لشراء والحصول على قطع صغيرة لكنها تشكل أهمية كبيرة لما لها من تاريخ يحكي قصتها، وبعضهم لديهم متاحف متكاملة لأجدادهم.

وكرمت «الوسط» المشاركين في المعرض، ومنحتهم الشهادات التقديرية لمشاركتهم في المعرض.

وتأتي إقامة المعارض ضمن سياسة «الوسط» في الاهتمام بالطاقات الإبداعية في البحرين، ودعمها، والاحتفاء بها، وتسعى الصحيفة إلى إقامة المزيد من المعارض المختلفة خلال الفترة المقبلة.