بكائيتي في زمن المهازل...

2

أتوقع كل شيء...

كل شيء... منك

أن تغضبي... أن تشتمينني...

أن تلعني القدر... والأيام

التي وضعتنا...

في زوايا الكون...

المظلمة

3

أتوقع أن تمزقينني...

تمزقي ذاكرتك الصغيرة

باحثة عني...

لوأدي

كفارس...

استشاط حنينا

فالتوى

عند مصافحتك

4

أتوقع أن ترحلي بعيدا... بعيدا

في هذا الزمن المومس...

الذي يحضن فقط...

الغربان والعقبان

محتلة أعشاش الحمائم

مثلك...

كي تبيض... مناقير

تنخر عاقب الهادئين

وتلد من رحم

المذابح

رجل شرير يبكي

... فقط... من المهازل...

5

اقسم-

بما بيننا...

من قدسية للذكرى

أنني احتفظ لك

بمجال أفسح من الأرض...

وأرحب...

من عيوني البنية المضيئة

لك فقط...

6

ولكن لم أتوقع.... لم أتوقع... لم أتوقع...

أن تجهشي بالبكاء...

أجل... لم أتوقع

... ذاك الصباح...

7

زم المهازل... هذا...

يا صغيرتي...

وأنت...

من بقايا...

الماضي... العذري...

والنقاء...

الذي غسل المجون...

يوما قبل

... معارك العشق...

8

لا تبكي...

ما عاد شيء يستحق...

وما أنا إلا متلصص

على حثالة الساهرين...

بعيدا... بعيدا

في الكهوف...

والمد اشر وحقول المروج...

متلصص... فقط...

على لحظات حضن

أو أحضان ساخنة...

كانت لنا... مثلها يوما

تحت أقبية المقاهي

المظلمة

9

لا تبكي...

لن أكون أكرم من

العابثين

10

تؤلمني

كل الشهقات... المبحوحة...

التي أصدرتها

... لحظة الانهيار...

... آخر لقائنا...

خلالها

تناسينا المكان

... والزائرين بغتة...

كسارقي الأفراح المقنعة

والعيون المهربة

إلى أقصى كوكب...

بعيدا عن الوشاة...

والحاكمين...

ملثمين بالأنين