على رغم رحلة الإنسان الطويلة الباحثة على مر الزمن عن الحضارة والتقدم والوصول إلى أعلى درجات التطور التكنولوجي، يجد البعض نفسه وسط زحمة المباني وضجيج السيارات في مدن لا تهدأ مفتقراً لأضعف معالم البساطة والهدوء، والتي عادة ما يجدها في حضور الطبيعة الخلابة التي تأسر بجمالها عيون ناظريها، وتبث في قلوبهم الراحة والاسترخاء، وهنا تبرز دول شرق آسيا التي تقدم بطبيعتها الخضراء وسواحلها الرملية هذه الغاية بما تملك من مقومات طبيعية، ومعالم سياحية تجذب السواح لها من جميع أقطاب العالم.
شكل جسر الملك فهد منذ افتتاحه حتى يومنا هذا منفذاً أساسياً في خدمة القطاع السياحي في البحرين، فبعد مرور ما يقارب الـ30 عاماً على ربطه البحرين بالمملكة العربية السعودية أصبح الجسر بمثابة «بوابة برية» يفد من خلالها الزوار من جميع دول الخليج ليشكلوا حركة سياحية فعالة . مؤخراً، بلغ عدد مجموع المسافرين الذين دخلوا مملكة البحرين من جميع المنافذ في الفترة من 13 فبراير/ شباط وحتى 19 فبراير 2014 نحو 207349 مسافراً أغلبهم وصلوا من خلال منفذ جسر الملك فهد الذي شهد دخول ما يقارب الـ165185 مسافراً من المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.
صعوبات وتحديات
يواجه المسافر عبر جسر الملك فهد عدد من التحديات أبرزها الازدحام الشديد خصوصاً في أيام الإجازات، فالتأخر دائماً متوقع في حركة العبور كما وصفها عدد من المسافرين بالمتكررة. كما أن تكدس الشاحنات من الجانب البحريني يكاد أن يتحول لأزمة حقيقية يترتب عليها انعكاسات تجارية واقتصادية ومرورية.
بدورها أعلنت المؤسسة العامة لجسر المك الفهد في مطلع العام الجاري عن رفع رسوم الجسر بنسبة تصل إلى 67 في المئة لسيارات الشحن الكبيرة و50 في المئة للشاحنات الصغيرة خلال هذا العام. الأمر الذي أثار استياء أصحاب الشاحنات الذين اعتبروا بأن هذه الزيادة غير ذات قيمة في ضوء المشاكل التي يواجهوها لدى العبور.
توحيد إجراءات المسافرين عبر جسر الملك فهد
في ضوء ذلك، يبدو أن اجتماعات ونقاشات مكثفة تجرى بين الجانبين السعودي والبحريني، لتوحيد نقاط إجراءات المسافرين على جسر الملك فهد، وأن القرار سيدخل حيز التطبيق قريباً، ما يعالج مشكلة الزحام التي يعاني منها الجسر في شكل دائم. إذ لن يحتاج المسافر المرور على نقطتي جوازات في الجانبين السعودي والبحريني، وكذلك الأمر في الجمارك.
وقال المتحدث باسم المديرية العامة للجوازات في السعودية المقدم أحمد اللحيدان في تصريح إلى صحيفة «الحياة»: «إن توحيد نقطة إجراءات المسافرين على الجسر كان مقترحاً سابقاً وخضع للدرس. فيما يتم حالياً عقد إجراءات لتطبيقه»، موضحاً أنه سيتم «إلغاء إحدى نقطتي العبور في المسارين، أي إلغاء نقطة الجوازات السعودية والإبقاء على الجوازات البحرينية التي ستنهي إجراءات المسافرين الراغبين في دخول البحرين. فيما سيتم إلغاء نقطة الجوازات البحرينية والاكتفاء بالسعودية التي بدورها ستتولى إنهاء إجراءات المسافرين أثناء مغادرتهم إلى السعودية».
فيما أعلنت المصلحة العامة للجمارك في وقت سابق عن عزمها توحيد الإجراءات الجمركية بين السعودية والبحرين من خلال ربط أكبر الدول الخليجية مساحة وسكاناً بأصغرها إلكترونياً. وأكد مستشار المدير العام للجمارك عيسى العيسى في تصريح سابق إلى «الحياة»، عن مشروع الربط الذي سيتم تطبيقه في جسر الملك فهد، مشيراً إلى قرب الانتهاء من هذا المشروع الذي يقوم على «توحيد الإجراءات الآلية بين البلدين، ما يقلص الكثير من الوقت، إذ يصبح تسجيل الخروج في الجانب السعودي بمثابة تسجيل الدخول إلى البحرين والعكس، وأيضاً للقادمين إلى السعودية».
العدد 4282 - الأربعاء 28 مايو 2014م الموافق 29 رجب 1435هـ
متى
هو صدق والا مجاملة