يرى عدد من الطلبة المتميزين والمتفوقين في دراستهم، أن الوصول إلى مرحلة التفوق يتطلب الجد والاجتهاد منذ بداية الحياة الدراسية، كما أنه بحاجة إلى الصبر والثبات والاهتمام والمذاكرة، فيما يعتقدون، وهم متفوقون في المرحلة الثانوية، أن ضيق الوقت وصعوبة الامتحانات تحديان يقفان أمام الطلبة المتفوقين.

وفي ذلك، تقول الطالبة فاطمة حسن علي الوادي، وهي متفوقة في المرحلة الثانوية (تخصص كيمياء وأحياء)، إن الطالب يمكنه أن يتفوق من خلال التوكل على الله سبحانه وتعالى في كل الأمور، والاجتهاد قدر المستطاع من خلال تنظيم الوقت، والمتابعة أولاً بأول، وتذكير نفسه بأهدافه وتحفيزاته طوال الوقت.

الوادي، التي تتطلع إلى دراسة الطب بعد تخرجها هذا العام، تجد أن الصعوبات التي تواجد الطلبة تتركز في «ضيق الوقت، صعوبة الامتحانات، ضغط جدول الامتحانات النهائية».

ولا تختلف معها كثيراً الطالبة المتفوقة زهراء ميرزا مدن، التي درست في المسار العلمي (فيزياء ورياضيات)، وترغب في دراسة الهندسة المدنية بعد التخرج هذا العام، فهي ترى أن «التفوق ليس صعباً، ولكن يجب المثابرة بالجد والاجتهاد من أجل ذلك، ويقتصر ذلك على الاهتمام بالحصص الدراسية، ومراجعة الدروس باتقان وتركيز».

وعن النصائح التي تقدمها لمن سيدخل إلى المرحلة الثانوية، تقول: «عليهم بالمثابرة والجد والاجتهاد منذ بداية المطاف، فالمرحلة الثانوية كالهرم يجب أن تكون قواعده قوية وسميكة ليواجه جميع الظروف من دون تخلخل، فالفصول الأولى (السنة الأولى) هي اللبنة الأساسية ومن تحدد مسار ومستوى الطالب في السنين التالية».

أما الطالبة زينب جعفر الغسرة، وهي متفوقة أيضاً وتدرس في المسار العلمي (فيزياء ورياضيات)، فتؤكد أن من يريد التفوق يجب عليه الثبات والإصرار في وجه جميع التحديات، والتطلع للوصول إلى القمة.

وتبين أن إدارة الوقت بشكل جيد، تجعل من الطالب قادراً على الوصول إلى التفوق. معتبرة أن كثرة المقررات الدراسية وقصر الوقت، من الصعوبات التي تواجه الطلبة.

ودعت الطلبة الذين سيدخلون المرحلة الثانوية إلى أن يدرسون ذواتهم جيداً، حتى يتمكنوا من تحديد التخصص المناسب لقدراتهم وطموحاتهم.

أما الطالب المتفوق علي سمير، فيقول: «إن التفوق يأتي عن طريق المثابرة والعمل المتواصل و الجاد، ويجب أن يطمح الطالب لأن يكون الأفضل بين زملائه، وأن يسعى في تحقيق مبتغاه، فالتفوق مثل الثمرة التي تنمو بين أغصان الأشجار، والطالب ما هو إلا المزارع الذي يختار أن يهتم بهذه الشجرة؛ لكي تنتج ثمراً طيباً، أو أن يختار إهمال هذه الثمرة، فلا تنتج الثمار أبداً».

وعن الصعوبات التي تواجه الطالب لتحقيق التفوق، يلفت سمير، وهو في المسار العلمي، إلى أن «هناك العديد من الصعوبات التي قد تواجه الطلبة الساعين للتفوق. فيمكن أن يواجه الطالب صعوبة في فهم مادة معينة، فيحتاج لأن يبذل جهداً أكبر من المعتاد لتحقيق الدرجة التي يريد أن يحصل عليها. وقد تصادفه مشكلة ضغط من المعارف أو الأصدقاء، حيث يقوم البعض بمشاغلة الطالب الذي يهتم بدروسه».

ويقدم نصائح للطلبة الذين سينتقلون إلى المرحلة الثانوية، بالتأكيد على «المثابرة و العمل الجاد منذ السنة الأولى في المرحلة الثانوية، لأن السنة الأولى تكون بمثابة بناء الأساس التي يقوم عليه المعدل التراكمي للطالب».

ويشدد على احترام المعلمين القائمين في المدرسة، «فهم يكدحون لكي يقوموا بتوفير ابسط سبل التعليم لك و لزملائك. وبهذه الكيفية تكسب احترامهم أيضا».

الطالبة المتفوقة بتول محمد الجفيري (المسار العلمي – فيزياء ورياضيات)، تعتبر أن التفوق طريق طويل تتخلله كثير من المصاعب. لذا فهو لا يتحقق إلا بجهود مضنية لتحقيق الغايات، وبإرادة قوية لتذليل العقبات، والتوكل على الله راجين التوفيق منه في المرتبة الأولى.

وتجد أن «ضيق الوقت أو ضياعه» هو أهم التحديات، «ففي ظل الضغوط الدراسية وفي الوقت الذي قد يزيد فيه حمل الطالب الدراسي على عشر مواد، يكون التوفيق بينها أمراً ليس يسيراً، ولكنه عامل أساسي لتحقيق التفوق. كما أن البيئة المدرسية لها بالغ الأثر على تحصيل الطالب الدراسي، فإذا ما لم يشعر الطالب فيها بالارتياح قد تصعب عليه الكثير من الأمور».

وتقول في نصيحتها إلى الطلبة: «من يزرع شوكاً لن يجني ورداً، لذا على الطلبة المقبلين على المرحلة الثانوية الجد، والاجتهاد، وعدم التهاون في أية لحظة، فالوقت إذا ما ذهب فإنما يذهب إلى غير عودة، وأما الفرصة إذا ضاعت فإنما تضيع إلى غير رجعة».

وتؤكد أن عليهم تحديد غاياتهم حتى يتسنى لهم معرف الوسائل المؤدية إليها، وما لم تُحدد الغاية فإنهم يسيرون على غير هدى، فيؤدي إلى ضياع جهدهم سدى.