العدد 4336 - الإثنين 21 يوليو 2014م الموافق 23 رمضان 1435هـ

صُومُوا تَصِحُّوا

قال الرسول (ص): «صُوموا تصحّوا»، فالصيام فيه صحة للأبدان، لما يعكسه من فوائد على الصائم، وفي الفوتوجرافيك التالي نوضح تأثير الصوم على عدد من الأمراض.

القلب

يعتبر الصوم وسيلة لتنقية الجسم من الشوائب والزوائد مثل الكوليسترول ومشتقاته والسكر كما صرح استشاري أمراض القلب الدكتور تيسير جرادة، لافتاً إلى أن الصوم مفيد لمرضى القلب، فهو يجعل القلب يعمل تحت ضغط أقل.

أما المصابون بتصلب الشرايين فينصحهم جرادة بالابتعاد عن الوجبات الثقيلة في الإفطار، والاعتماد على الوجبات الخفيفة، فتناول المصابين بالذبحة الصدرية وجبات ثقيلة يعرضهم لخطر الإصابة بالذبحة الصدرية، كما يقول جرادة.

وعن أوقات تناول أدوية المصابين بأمراض القلب، يعلق قائلاً: «المرضى الذين يتطلب مرضهم تناول ثلاث جرعات في اليوم مجاز لهم الإفطار، أما من يتناولون الأدوية على جرعتين فيمكنهم تناول جرعة واحدة قبل الإفطار والجرعة الثانية قبل أذان الفجر، حتى يمر على الدواء والآخر مدة ثماني ساعات على الأقل».

وقال إن الإفطار على التمر مفيد جداً للصحة لاحتواء التمر على مشتقات المغنيسيوم، وينصح مرضى القلب ببدء إفطارهم به مع كوب من الماء ثم الاستراحة قليلاً ومن بعدها تناول الإفطار.

وينصح جرادة بممارسة الرياضة في رمضان بعد الإفطار إذا كان الإفطار عبارة عن وجبة خفيفة، أما في حالة الوجبات الثقيلة فينصح بالاستراحة قليلاً قبل مزاولة الرياضة، مشيراً إلى أن رياضة المشي مفيدة لمرضى القلب والسليمين، وينصح بـ 60 دقيقة مشي يومياً للحصول على اللياقة البدنية.

السمنة

الصوم واحد من أساليب التخسيس المشروط، فيمكنك الاستفادة من فترة الصيام في إنقاص الوزن بمعدل كيلوغرامين أسبوعياً حيث يعمل الصيام على منع تخزين الدهون في الجسم، وذلك بشرط الاعتدال في كمية ونوع الطعام وقت الإفطار، فينصح بتناول الأغذية الصحية التي تشتمل على المكونات الغذائية الأساسية من بروتينات ودهون وكربوهيدرات. كما أن من الأفضل الإفطار على تمر، ومن ثم أخذ راحة للصلاة وبعدها تناول الإفطار، وعدم تناول الأطعمة دفعة واحدة في الإفطار.

أما عن المشي فيمكننا القيام بالمشي والتمارين الرياضية بعد العشاء؛ لأن المشي بعد الإفطار مباشرة يسبب جهداً للقلب، خاصة لكون الإفطار يحتوي بالعادة على طعام يحتاج للهضم، وبالتالي يتطلب من الجسم ضخ كمية إضافية من الدم للمعدة.

السكري

يسهم الصوم في وقاية الإنسان من الإصابة بمقدمات السكري أو أعراض ما قبل السكري، ويقلل مقاومة الأنسولين ويحد من خطر الإصابة بالسكر، ذلك حسب ما أكده فريق من الباحثين في معهد «إنترماونتين» للقلب في الولايات المتحدة الأميركية.

كما أن المرضى المصابين بالنوع الثاني من السكر والمرتبط بالسمنة، ويتبعون نظاماً غذائياً خاصاً علاجاً لهم، يفيدهم الصوم في تخفيف الوزن وتخفيض مقاومة الجسم للأنسولين.

وعموماً، يمكن للمصابين بالسكري، سواء من النوع الأول أو الثاني الصيام بعد استشارة الطبيب، خاصة للمصابين الذين يتناولون جرعتين من الدواء أو يحتاجون لحقنتين من الأنسولين يومياً، وذلك حتى لا يتسبب لهم الصيام بحدوث هبوط في السكر أثناء النهار.

الكلى

تأخذ الكلى استراحة مؤقتة في الصوم، فتكون بمثابة فرصة للتخلص من الفضلات. كما أنه أثناء الصوم يزيد تركيز أملاح الصوديوم والبوتاسيوم وينقص الكالسيوم مع استهلاك الشحوم فيمنع التسربات الكلسية المسببة للحصى.

أما بالنسبة لمرضى الكلى، فعليهم استشارة الطبيب قبل الصوم فالمعروف أن الصوم يسبب تغيرات في الاتزان الملحي والمائي في الجسم، والذي له تأثير على صحة مرضى الكلى.

على سبيل المثال المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي المزمن ويقومون بالغسيل عليهم استشارة الطبيب قبل الصيام؛ لأن عملية الغسيل (الديلزه) تحتاج إلى أخذ مغذيات، وفي بعض الدول يحدث نقص للسكر في الدم أثناء الغسيل لعدم وجود مادة الجلوكوز في محلول الغسيل، كما أن هنالك مراكز تقوم بإدخال محاليل عن طريق الوريد، وهو ما يفسد الصوم.

أما من قاموا بعملية زراعة الكلى فيوصى المريض بالصوم بعد مرور عام من الزراعة حتى تكون الكلى استعادت كفاءتها وقدرتها على تركيز البول، وذلك - بالتأكيد - بعد إجراء الفحوصات اللازمة.

الأورام

يعطي الصوم للجسم فرصة للتخلص من الزيادات الضارة كالأورام والأكياس الدهنية والرواسب الكلسية، فالجوع يحث أجهزة الإنسان على تجديد خلاياه وإزالة الخلايا التالفة والضعيفة كوسيلة لمواجهة ذلك الجوع واسترداد الحيوية.

وفي حديث لـ «الوسط الطبي» مع استشاري علاج الأورام والعلاج الكيميائي الدكتور جلال المسقطي نصح المسقطي بالصوم كوسيلة للوقاية من السرطان وتجديد الخلايا، إضافة إلى خسران الوزن، قائلاً «تلعب زيادة الوزن دوراً في الإصابة بالسرطان، وخاصة سرطان القولون، سرطان الجهاز التناسلي وسرطان الثدي». أما عن المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي فيقول المسقطي إن الصوم لا يتناسب مع حالتهم، خاصة بأنهم يتناولون أدوية طوال اليوم فلا يمكن الاقتصار في حالتهم على تناول الأدوية خلال وجبتي الفطور والسحور فقط.

المفاصل

يستطيع الجسم في فترة الصيام التخلص من النفايات والمواد السامة المسببة لآلام المفاصل، كما أن الصوم يقلل نسبة الإصابة بمرض النقرس الذي تسببه زيادة ترسيب حمض البوليك في المفاصل نتيجة الإكثار من تناول اللحوم والتغذية غير الصحيحة.

ويؤكد استشاري العظام والعمود الفقري الدكتور يوسف شرف لـ «الوسط الطبي» إمكانية الصوم للمصابين بالروماتيزم المفصلي مع مراعاة تنظيم النظام الغذائي «ففقد السوائل لهؤلاء المرضى له تأثيراته، ولكننا يمكننا تدارك ذلك من خلال تنظيم أوقات تناول الأدوية مع الطبيب المختص مقسمة على وجبات الفطور والسحور، فعادة ما يتناول المصابون بالروماتيزم أدوية تحتوي على مادة الكورتيزون وإيقاف تناول هذه المادة فجأة له مضاعفات على المريض»، مضيفاً أن «على مرضى الروماتيزوم المفصلي التخفيف من تناول السكريات والنشويات لضمان صحة أفضل».

العدد 4336 - الإثنين 21 يوليو 2014م الموافق 23 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً