كشفت دراسة محلية أن الصوم في شهر رمضان المبارك مفيد لمرضى السكر والضغط. وقال معد الدراسة الأستاذ الدكتور فيصل الناصر إن الصوم هو بالفعل مفيد في التحكم في ارتفاع ضغط الدم وكذلك في حالات عدم اتزان معدلات السكر في الدم، سواء لدى الأصحاء أو المرضى المصابين بداء الضغط أو السكري، فكلاهما من المشاكل الصحية والأمراض الرئيسة في البحرين.

ولفت الأستاذ الدكتور ورئيس قسم طب الأسرة والمجتمع في جامعة الخليج العربي إلى أنه على رغم النتائج الإيجابية للدراسة، إلا أن نتائج الدراسة لا يمكن أن تُفسَّر بعناية وذلك لصغر حجم العينة المدروسة، حيث يفترض إعادة الدراسة على عينة أكبر.

وشدد على ضرورة إجراء الدراسة بشكل متوسع وأكبر على المجتمع لمعرفة ما هي الفوائد الأخرى للصيام.

وأوضح أ.د. الناصر أنه أجرى هذه الدراسة التي هدفت إلى دراسة تأثير الصوم في شهر رمضان المبارك على مرضى ضغط الدم والسكر؛ ليقف بشكل واضح على التأثيرات بصورتيها السلبية والإيجابية. وقال: «لقد ساعدتنا نتائج الدراسة في رسم صورة عن آثار الصيام على صحة المرضى، وبالتالي هيأت لنا رسم الطرق المناسبة للعلاج».

وقال إن الدراسة - وهي الأولى في المملكة - استهدفت مجموعة من المرضى المصابين بأمراض الضغط وارتفاع السكر، حيث أجريت على فترة ستة أسابيع. هذا وتطلب البحث من المرضى الالتزام بالمداومة على العيادة لعدد ثلاث مرات (قبل بداية شهر رمضان وخلال النصف الأول منه وفي الأسبوع الأخير). حيث تتم إجراء الفحوصات والمتابعة المستمرة والتي تشمل الفحص الجسدي والمخبري واحتساب الوزن والطول ومعدل الكتلة الجسدية، إضافة إلى فحوصات أخرى.

وحول نتائج الدراسة قال: «لقد استنتجنا بأنه في حال ما تم التقيد بالتعليمات والإرشادات المعطاة لهم خلال شهر رمضان والانتظام في الغذاء فإن ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، ووزن الجسم، سجلت انخفاضاً. حيث وجودت فروق ذات دلالة إحصائية بين قيم ما قبل وما بعد الصوم بالنسبة لبعض البيانات مثل وزن الجسم، وضغط الدم (بنسبة (P0.05.) ولوحظ كذلك ارتفاع في نسبة جلوكوز الدم مع نهاية الأسبوع الثاني من الصوم بين جميع المرضى الذين لم يلتزموا بالإرشادات بدقة خلال هذا الشهر الفضيل، وكانت كانت أكثر وضوحاً بين المرضى الذين يعانون من مرض السكري».

هذا ويعزو سبب ذلك إلى «ازدياد أكل الحلويات خلال هذا الشهر الذي تكثر فيه إعداد الإطباق المختلفة من الحلويات التي تسهم في إضافة سعرات حرارية للجسم».

وأضاف أن الدراسة أشارت كذلك إلى «وجود انخفاض في وزن الجسم، بسبب الحد من الإفراط أو الإقلال من إجمالي السعرات الحرارية من الأطعمة المأكولة خلال شهر رمضان، علماً أن الانخفاض في وزن الجسم كان ملحوظاً، خصوصاً خلال النصف الأول من الشهر».

وحول ما توصلت إليه الدراسة قال: «استنتجت من خلال الدارسة بأن شهر رمضان الفضيل هو عامل مهم وفرصة مناسبة جداً للتحكم في أمراض كثيرة، وكذلك فهو يُهيِّئ البيئة المناسبة لإنقاص والتحكم في وزن الجسم، حيث إن هذا التغيير سينعكس بشكل مباشر على معدلات ارتفاع ضغط الدم وكذلك السكر».

وأكد أن الاتزان في تناول المواد الغذائية من حيث الكمية والنوعية يساعد على تنظيم العمليات الحيوية في جسم الإنسان وكذلك يعمل على خفض المعدلات غير الطبيعية في الضغط والسكر.

ولفت إلى أن للعامل النفسي علاقة مباشرة بمعدلات الضغط وأمراض السكر، وهو - أي العامل النفسي - يشمل الهدوء والاستقرار والسكينة والتوتر والقلق، موضحاً أنه «من المعروف طبياً أن ارتفاع ضغط الدم واضطراب معدلات السكر وما ينتج عنه من مضاعفات له علاقة مباشرة باضطراب الجهاز النفسي لدى الإنسان، فالقلق والتوتر والتفكير المستمر يؤدي إلى اضطراب معدلات الضغط وارتفاع نسبة السكر في الجسم ولكن خلال شهر رمضان الفضيل تطغى على الإنسان الهدوء والسكينة والطمأنينة، وهو ما يقلل القلق والتوتر، وبالتالي يؤدي إلى حفظ معدل ضغط الدم وكذلك عدم الاضطراب في نسب السكر».

ووجه الأستاذ الدكتور الناصر نصيحة لعموم الناس، والمرضى خصوصاً، باستغلال شهر رمضان المبارك لحفظ واسترجاع صحة البدن وإمكانية خفض وزن الجسم، وبالتالي السيطرة على الأمراض المختلفة.

يُذكر أن معدلات الإصابة بداء السكر في مملكة البحرين تعد من المعدلات المرتفعة جداً عالمياً، حيث بينت الدراسات التي أجريت للأمراض غير المعدية أنّ نسبة الإصابة بالسكر بين البالغين بعد سن 20 عاماً قد تصل إلى أكثر من 17%، بينما تبلغ نسبة المعرضين للإصابة بمرض السكر بنحو 20%. وعلى الصعيد ذاته كشفت الإحصاءات عن أن 38,2% من البحرينيين مصابون بضغط الدم، مع العلم أن نسبة المرضى الذين يجهلون إصابتهم بمرض ارتفاع ضغط الدم تعادل أكثر من ثلث المصابين.