العدد 4336 - الإثنين 21 يوليو 2014م الموافق 23 رمضان 1435هـ

د. سلمان: الصوم “منبه”

لا تقاطعوا النوم ليلاً

آية من آيات الله في خلقه تمارسها المخلوقات الحية كل يوم، لها من الفوائد العديد، أبرزها تجديد النشاط الجسمي، وإعادة بناء الجسم. ويتعرض النوم - النعمة العظيمة - عند الإنسان المسلم - عموماً - في شهر رمضان المبارك، إلى تغيير كبير من ناحية قلة الاستفادة منه، وعدم الانتظام فيه، والتأخر في مواعيده.

«الوسط الطبي» التقت استشاري اضطرابات النوم في مستشفى ابن النفيس، الدكتور رياض سلمان، حول أثر الصيام على النوم وانعكاساته الصحية، فقال: «الصوم «منبه»، وأما التغيرات التي تحدث على النوم فأغلبها يأتي من تغيير نمط الحياة في الشهر المبارك؛ إذ يسهر أغلب الناس لساعات طويلة».

وأوضح سلمان أن الدراسات أثبتت «أن الصائم يكون أكثر تركيزاً ويقظة من المُفطر، وهذا يعاكس الاعتقاد السائد عند الناس من أن الصوم يجلب النعاس»، مشيراً إلى أن «النعاس الذي يعاني منه الصائم يأتي من قلة النوم الناتجة عن السهر للانخراط في العديد من الأنشطة الاجتماعية التي تمارس حتى ساعات متأخرة من الليل».

وأضاف سلمان أن الدراسات أثبتت أيضاً أن الصيام يحسّن من مزاج الإنسان، وله آثار إيجابية على النفسية؛ فالمخ والجهاز العصبي يفرز مادة «السيروتونين» التي تحسّن من القدرات الذهنية، وتزيد من مقاومة الجسم للهرم.

وفصّل سلمان، وهو استشاري الأمراض الصدرية والعناية القصوى أيضاً، قائلاً: «من أوضح نتائج السهر النقص الحاد في ساعات النوم، ما يضطر الفرد للتعويض عنها بالنهوض متأخراً في الصباح، وأخذ غفوات في فترة النهار».

ولفت إلى أن الأيام الخمسة الأولى من شهر رمضان يصاحبها تغير في نظام الجسم من ناحية النظام الغذائي، وتغيير مواعيد النوم ونقص ساعاته، مبيّناً أن ذلك «يربك الساعة البيولوجية في الجسم المسؤولة عن تنظيم النوم، ولكن تأثيرها يظل محدوداً زمنياً، فلا تتجاوز هذه الفترة الأسبوع الأول، بعدها يتعود الجسم وتعود الساعة البيولوجية لتكييف نفسها على الوضع الجديد».

وتابع: إن «ما يرفع التأثير على النوم كحالة طبيعية حلول شهر رمضان المبارك بالتزامن مع العطلة الصيفية، وموسم بطولة كأس العالم لكرة القدم».

وحول الطريقة المثلى للحفاظ على النوم بشكل طبيعي، نصح سلمان بأهمية أخذ قسط مناسب من النوم ليلاً، وغفوات أثناء النهار. وقال إن «من المهم ألا يُلغى النوم ليلاً، فيمكن للفرد أن ينام في أول ساعات الليل ليمارس نشاطاته الاجتماعية والعبادية في الساعات المتأخرة، أو ينام في ساعات متأخرة».

وأوضح: «ترجع أهمية النوم ليلاً للجودة العالية التي تمتاز بها ساعات النوم ليلاً عنها في النهار».

وللتقليل من حدة التأثير على الجسم بسبب تغير نمط النوم، أشار سلمان إلى أنه من المهم جداً أن يتدرج الفرد في تغيير ساعات النوم ومواعيده مع نشاطه الاجتماعي في الشهر المبارك، حتى لا يكون التحول المباشر مربكاً للجسم.

وختم بالقول: «يجب تجنب الأكل - خصوصاً الوجبات الدسمة - قبل النوم مباشرة؛ لأنه يقلل من جودة النوم، وقد يسبب ارتداداً في الأحماض أثناء النوم».

العدد 4336 - الإثنين 21 يوليو 2014م الموافق 23 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً