العدد 4336 - الإثنين 21 يوليو 2014م الموافق 23 رمضان 1435هـ

الصرع: المرض الغامض المخيف

البروفيسور فيصل عبداللطيف الناصر- رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع بجامعة الخليج العربي 

21 يوليو 2014

الصرع حالة مخيفة تشوبها معتقدات خاطئة وأوهام وخرافات. فتارة تُعزى إلى الجنون وتارة تعزى إلى التباس الجن والأرواح الشريرة في الإنسان وأخرى إلى مس من الشيطان للإنسان ودخوله في بدنه والتكلم على لسانه. وبالتالي نجد أن كثيراً من المصابين الجُهّل يتعرضون إلى العنف الشديد في جلسات من الضرب وذلك بعقيدة استخراج الجن من الجسد.

فمهما قيل عنه، يظل الصرع حالة مرضية على رغم أنها مرعبة. وأعراضه عبارة عن نوبات متكررة من التشنج العضلي والإغماء (في بعض الحالات). إنه ناتج عن استفزاز لمنطقة معينة بالدماغ تؤدي إلى اختلال عملها فتصدر عنها موجات كهربائية غير مستقرة تبعث بشرارات إلى عضلات الجسم تنتج عنها نوبات من التقلص والاسترخاء في هذه العضلات.

وهناك أنواع عدة من الصرع:

- الصرع الشامل الذي يصاحبه فقدان الوعي.

- الصرع الجزئي.

- الصرع الخفيف.

إن أسباب الصرع عديدة، ولكن معظمها ناتج عن تأثر الدماغ بعوامل؛ منها الحوادث، ارتفاع شديد في حرارة الجسم، أو التهاب الأغشية الدماغية والسحائية. كما أن نقص نسبة الأوكسجين الواصل إلى المخ سواء كان ذلك أثناء الولادة أو لأي سبب آخر له تأثير سيِّئ على الدماغ. وقد تكون الأسباب ناتجة عن أمراض وراثية أو تشوهات في نمو الدماغ او اضطراب الجهاز العصبي.

أعر اض المرض:

في الصرع الشامل تنتاب المريض حالة من عدم الارتياح تسمى «الهالة» (Aura)، يشعر فيها بالدوران والغثيان ثم السقوط أرضاً وفقدان الوعي وبدء العضلات في التشنج، ومن بينها عضلات الفكين التي تؤدي إلى احتمالات عض اللسان أو بتره، وعضلات الحوض مؤدية لفقدان التحكم في مخارج التبول والتبرز. وبعد فترة تعد بالثواني وقد تمتد إلى دقائق، تختفي التقلصات ويذهب المريض في نوم عميق يستيقظ بعدها بآلام في جميع أجزاء جسمه، وقد يكون مصاحباً للفقدان الوقتي للذاكرة.

أما في الصرع الجزئي أو البسيط فيشعر المريض بالدوخة الوقتية (فقدان الشعور الجزئي جداً)، وقد تكون الحالة مصاحبة لبعض من التشنجات العضلية.

هناك عوامل عديدة تؤدي لحدوث الانتكاسة، من أهمها الإرهاق الجسدي، قلة النوم، طول النظر إلى شاشة التلفزيون، نقص الأوكسجين عن الدماغ، اضطراب حاد في نفسية المريض، الإدمان على المواد الكحولية ونقص نسبة السكر في الدم.

العلاج:

على رغم إمكانية الطب الحديث علاج معظم حالات الصرع وعودة المريض إلى حالته الطبيعية باستخدام العقاقير المختلفة لمدة لا تقل عن سنتين، إلا أنه يجب على المريض وأهله مراعاة أمور مهمة جداً أثناء فترة العلاج، تشمل: ضرورة احتفاظ المصاب ببطاقة تعريفية تحوي بيانات خاصة باسمه وعنوانه وتشخيص المرض؛ لكي يتم التعرف عليه وعلى مرضه عند إصابته بالنوبة. وعلى المريض تجنب السباحة وحيداً في البركة أو البحر. وإذا كانت طبيعة عمل المريض تحتم عليه العمل في الأدوار العليا كعامل البناء أو الصباغة مثلاً، فعليه عندئذ تغيير طبيعة عمله لكي لا يتعرض للسقوط أثناء النوبة. ويجب ألا يقود المصاب سيارة أو دراجة نارية بتاتاً إلا بعد مضي 3 سنوات من العلاج مع خلو الفترة من الإصابة بالنوبة وكذلك بعد استشارة الطبيب.

إن المسئولية المنوطة بأقرباء المصابين - وخصوصاً الأطفال منهم - كبيرة جداً، تشمل رعايتهم ومراقبتهم والحرص على استخدامهم الدواء بصفة مستمرة من دون انقطاع لفترة لا تقل عن سنتين مع المراجعة الدورية لطبيب العائلة.

العدد 4336 - الإثنين 21 يوليو 2014م الموافق 23 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً