العدد 4378 - الإثنين 01 سبتمبر 2014م الموافق 07 ذي القعدة 1435هـ

«الثقافة العددية» مستقبلها مجهول في العام القادم... وماذا بعدها؟

تختلف المناهج الدراسية فيما مضى كلياً عن المناهج الدراسية الجديدة التي تتسم بصعوبتها التي تبدأ من بداية المرحلة الابتدائية مروراً بالمرحلة الإعدادية ووصولاً للمرحلة الثانوية. حيث بلغت صعوبتها درجة تفوق قدرة الطالب على الفهم والاستيعاب وخاصة في بعض المواد مثل الرياضيات الحديثة (الثقافة العددية) التي تم إلغاء احتساب درجاتها بنهاية العام الماضي بسبب تدني درجات نسبة كبيرة من الطلاب فيها. فما هي آراء المعنيين بالعملية التعليمية في مادة (الثقافة العددية)؟، وما هو مستقبلها هذا العام؟

وبهذا الصدد، يقول أستاذ مادة الرياضيات (لأكثر من 30 عاماً) حسين الحداد: "لا أعترض على منهج الثقافة العددية من حيث المنهج، وذلك لأنه يبحث استراتيجيات جديدة وقديمة بآن واحد. جديدة لأنها تطرح لأول مرة، وقديمة لأن آباءنا وأجدادنا كانوا يستخدمون هذه الطرق بأساليب أخرى. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الموقف؛ لماذا الفشل في تطبيق هذا المنهج؟ (وهنا ما يسمى بمربط الفرس). بحسب خبرتي كأستاذ لمادة الرياضيات لأكثر من 30 عاماً، أرى أن الأسباب تكمن في عدة نقاط وهي أن الثقافة العددية طبقت كمنهج دفعة واحدة على جميع صفوف المرحلة الابتدائية دون أن يأخذ في الاعتبار التدرج الطبيعي الذي يجب مراعاته، ما ساهم في ارباك الطلاب وأولياء أمورهم والأساتذة لكون الجميع لم يستوعب هذه التجربة، بالإضافة إلى عدم وجود كتاب خاص بالمنهج وأنشطة توزع على الطلاب تحتوي على بعض الأسئلة التي يطلب منهم حل بعضها في المدرسة والبعض الآخر يحل كنشاط بيتي، وأخيراً العبء الأكبر الذي يتحمله الأساتذة الذين يتطلب منهم التحضير والإعداد للكثير، ما أثر سلباً على أدائهم".

ويواصل: "نسبة الرسوب الكبيرة جعلت وزارة التربية والتعليم في حالة (حيص بيص). لأن هذه النسبة من الرسوب انعكست على المستوى العام للطلاب بمن فيهم أربعة من المتفوقون الذين جهل أولياء أمورهم أمور مادة الرياضيات، ليكون منهج (الثقافة العددية) بالنسبة لهم كـ(القشة التي قصمت ظهر البعير)".

إلى ذلك، تقول أستاذة مادة الرياضيات (ح.ف): "في العام الماضي، واجهنا صعوبة كبيرة في تدريس مادة الثقافة العددية للطلاب، وذلك لأن وزارة التربية والتعليم غير ثابتة بقرارها فيما يتعلق بهذه المادة. فأحيانا تصدر قرارا للأساتذة بتدريس الرياضيات الحديثة (الثقافة العددية) وأحيان تصدر قرارا آخر بتدريس مادة الرياضيات المعتادة. بالإضافة إلى أن كتاب (الثقافة العددية) يتأرجح طيلة العام بين أيدي الأساتذة يوماً وأيدي الطلاب يوماً آخر، ما جعل الطلاب وأولياء أمورهم والأساتذة في حالة من التشتت. وفي ظل التشتت الذي يعيشه جميع من يشارك في الهيئة التعليمية، يصدر الامتحان النهائي من وزارة التربية والتعليم ليكون بمنتهى الصعوبة على الطلاب. وبالتالي رسوب عدد كبير منهم، وتدني درجات البعض الآخر. حال الطلبة المتفوقين الذين كانت درجة الثقافة العددية بصمة سوداء لا يستحقونها في شهاداتهم".

وتعتبر أم محمد أن مادة (الثقافة العددية) ليست صعبة كما يتوقعها البعض ويتخوف منها. لكن رفضها واستصعابها عند الكثير من الطلبة وأولياء أمورهم يعود إلى تطبيقها على طلبة في منتصف أو نهاية المرحلة الابتدائية، ما يضطرهم للاستعانة بالمعاهد التعليمية التي تتطلب موازنة خاصة لا تستطيع جميع العائلات توفيرها.

وتقول الطالبة مريم سعيد (الصف الثالث الابتدائي): "مادة الثقافة العددية بالنسبة لي ليست صعبة كوني طالبة متفوقة، لكنها لم تعجبني كمادة، فالمواد الأخرى مثل العربي والدين أكثر تقبلاً عندي".

وأما فيما يتعلق بمستقبل منهج (الثقافة العددية) في العام الدراسي القادم، فجميع المعنيين بالعملية التعليمية من أساتذة وطلاب وأولياء أمور "ينتظرون ما ستقرره وزارة التربية والتعليم بهذا الشأن، ويجهلون مستقبلهم في تدريس هذا المنهج. ولكن وزارة التربية والتعليم لا جواب ولا قرار لديها حتى الآن".

العدد 4378 - الإثنين 01 سبتمبر 2014م الموافق 07 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً