العدد 4456 - الثلثاء 18 نوفمبر 2014م الموافق 25 محرم 1436هـ

حسين الحواج حوَّل شغفه بـ «الكهرمان» إلى تجارة ناجحة

أسعاره ارتفعت 10 أضعاف مع شح الموارد العالمية

نشأت بين حسين الحواج وبين «الكهرمان» علاقة خاصة على مدى 25 سنة حين كان الكثيرون في الخليج لا يعطون الكهرمان حق قدره قبل أن تتغير الصورة.

واستطاع من خلال شغفه بأحجار الكهرمان أن ينقل هذا العشق إلى شباب البحرين ويحوِّل تجارة مسابيح الكهرمان والتحف والأحجار إلى تجاره ناجحة.

واستعرض الحواج العديد من أنواع مسابيح الكهرمان في معرض الجواهر العربية الأخضر والأحمر بدرجاتها المتفاوتة والشفاف والحشري، إذ يحظى جناح الحواج بعشاق الكهرمان من البحرين ودول الخليج مع عرض مجموعة متميزة من المسابيح الكبيرة تصل أوزانها إلى كليوغرام باللون الشفاف من الكهرمان الدونميكي.

تجربة مع عائلة ألمانية

ويبدي الحواج الذي استقبلنا في مكتبه سعادته عند الحديث عن الكهرمان، وهو يحدثنا بفخر عن تجربته حين عمل لعدة أيام مع عائلة ألمانية تعتبر من أواخر العائلات التي عملت في صقل وتشكيل الكهرمان في ألمانيا التي عرفت بجودة صناعتها، ويصف الحواج التجربة «كانت بالنسبة لي حلماً».

ويشير الحواج إلى المصنع الذي عمل فيه وشكَّل فيه رأس مسباح من الكهرمان أو ما يطلق عليه بـ «الشاهد» وست حبات قائلاً «كان آخر مصنع ألماني لدى عائلة آنزمولر في منطقة أيذر اوبرشتاين وكان يعمل هو وزوجته وابنته وحين كنت استنشق رائحة قطع الكهرمان كان لي بمثابة الأوكسجين».

وليست علاقة حسين الحواج بالكهرمان هي الوحيدة، إذ يشير الحواج إلى اعتقادات قديمة في الكهرمان الذي كان يستخدم قديماً في علاج ما يعرف بـ «أبوصفار» لدى حديثي الولادة كما أن هناك اعتقاداً بأنه ينشط الدورة الدموية خصوصاً للرجل وامتصاص الموجات السالبة إلى جانب تقديس ثقافات ومعتقدات اليابانيين والصينيين وشرق آسيا إلى الكهرمان.

اللمعان واللون والرائحة

لكن الحواج يستدرك أن أغلب من يشتري الكهرمان يبهر بشكله ولمعانه ولونه لندرته وغلاء سعره.

وعمّا إذا كانت الرائحة يمكن أن تكون سبباً للشراء قال الحواج «عندما تفوح الرائحة بصورة فوَّاحة جداً فإنه قد تكون إشارة على أنه غير طبيعي بحيث يتم شم رائحته عن مسافة، الكهرمان الطبيعي مع الفرك والحرارة تأتي الرائحة ولكن الرائحة لا تعتبر مقياساً بأن الكهرمان طبيعي».

ويشدد الحواج على أن الكهرمان لا يعتبر من «الأحجار الكريمة» فهو ليس حجراً ولكن هو عبارة عن عصارة خرجت من الأشجار وتشكلت لآلاف السنوات لتكون على هيئة حجر ويتم استخراجها من باطن الأرض وأعماق البحار خصوصاً بحر البلطيق المشهور كمصدر للكهرمان.

الاصفرار والقدم يضفيان قيمة أكبر

ويشير الحواج إلى أن لون الكهرمان الأبيض يتحول إلى الاصفرار شيئاً فشيئاً مع زيادة أستخدامة الأمر الذي يرفع سعره مع قدمه لافتاً إلى أن مجموعة الحواج لديها قطع تصل أعمارها إلى 30 أو 40 عاماً وهو يعتبر قديماً بالنسبة لـ «الكهرمان» وقد توجد مسابيح أعمارها تصل إلى 80 عاماً وتعتبر هذه القطع باهظه جداً رغم كونها معرضة للكسر مع قدمها.

ويمكن إكساب الكهرمان ألوان مختلفة مع تعريضه للحرارة أو الليزر ما يعطي أحجار الكهرمان أعماراً أكبر مما هي عليه في الواقع ويقول الحواج إن الخبرة تلعب دوراً كبيراً في تقييم عمر الكهرمان وتقييم سعره لافتاً إلى زيارات متكررة تحصل من الأصدقاء والمعارف للحصول على تقييمه للمسابيح.

ويشير الحواج إلى قطعة في المعرض الرئيسي للحواج في منطقة السلمانية وهو مسباح أخضر اللون وهو يشير إلى قصة غريبة «عندما وصلتنا هذه القطعة استغربنا من لونها لأن الكهرمان لا يأتي بهذا اللون وقمنا بعرضه على مختبرات وزارة الصناعة والتجارة المعروفة بمدى تقدمها وأظهرت الاختبارات أن هذا الكهرمان طبيعي ولكن بالنسبة للون لم يعرف عن الكهرمان هذا اللوان وعندما أرسلت عينات إلى الخارج للتأكد أظهرت النتائج مطابقة لما تم التوصل له في البحرين».

الحشرات ترفع الأسعار

وبحكم أن الكهرمان يتشكل من عصارات الأشجار على مدى آلاف السنوات فقد تسقط بعض الحشرات في هذه العصارة وتتكون داخل حجر الكهرمان كما يشرح الحواج الأمر الذي يرفع سعر الكهرمان إلى الأضعاف كون هذه الظاهرة نادرة.

ويقول الحواج إن نوع الحشرة التي تكون عليها الكهرمان يلعب دوراً في تقدير السعر «نوع الحشرات تعكس أن الكهرمان طبيعي فيمكن الحصول على بعوضة وهي حشرة قديمة وموجودة لكن لا تحصل على حشرات مستحدثة الذباب أنا لم أرَ ذلك، ويمكن الحصول على عنكبوت وأسعارها تختلف».

وأضاف «هناك قطع حشرية تعدّ على الأصابع ولكن قبل عشر سنين كان يمكن الحصول على الكثير من القطع المميزة».

الكهرمان الطبيعي ومصادره

وعن موضوع الكهرمان الطبيعي والصناعي يقول الحواج «في الواقع لا يوجد كهرمان صناعي فإما أن يكون قطع الكهرمان من الحجر الرئيسي أو أن يتم تشكيلها من برادة ما ينتقى من صقل الكهرمان باستخدام بعض المواد وعدا ذلك يكون من البلاستيك».

ومع فهم طبيعة تكونه يشير الحواج إلى خارطة الموارد التي تتجه إلى الشح يوماً بعد يوم ما يصعب الحصول على قطع نادرة خصوصاً مع تزايد الإقبال والتقدير إلى الكهرمان «الكهرمان قلّ بسبب كثرة الاستخدام ومن الصعب حالياً الحصول على أحجار كبيرة خصوصاً مع التحكم بأكبر مصدر للموارد الخام في مجال الكهرمان في روسيا».

وأشار إلى أن ارتفاع التقدير إلى الكهرمان ساهم في الطلب عليه وزيادة أسعاره «بلاد الشام سبقت دول الخليج العربي في الاهتمام بالكهرمان وفي الماضي كنت تستطيع الحصول على كميات قديمة لكن الآن يصعب الحصول عليها».

ويشير الحواج إلى أن ارتفاع الطلب على الكهرمان في الصين واليابان ساهم في دفع الأسعار إلى الارتفاع»، الأسعار وصلت إلى أسعار لم نكن نتوقعها أبداً خلال 12 سنة الماضية ارتفع سعر الكهرمان 10 أضعاف وقد يكون أكثر أما القديم فزاد بدون مبالغة 20 و30 ضعفاً».

الكهرمان يكمل أناقة الرجال

وأشار حسين الحواج إلى أن هناك ترقباً مستمراً للاطلاع على آخر ما ستعرضه شركة الحواج من تشكيلات المسابيح والقطع المميزة في معرض الجواهر العربية في كل عام.

واعتبر الحواج مسباح الكهرمان جزءاً مكملاً لأكسسورات أناقة الرجل الخليجي وتعد «جزءاً من أناقة الرجل».

البحث عن القطع النادرة

وأشار حسين الحواج إلى أن رحلة البحث عن القطع النادرة والقيمة من الكهرمان ومسابيح الكهرمان قد تستغرق جهداً، فقطعتان من المسابيح الكبيرة القادمة من الدومنيك في معرض الجواهر العربية الأخير في 2013 وصلت آخر يومي المعرض وذلك بعد أن استغرقت المفاوضات لجلب القطعتين وقتاً.

ولكن مع اسم «الحواج» وتكوين شبكة خاصة بين الحواج وكبار المصنعين في أوروبا والمصادر الرئيسية أصبح هناك تواصل للحصول على القطعة المميزة حتى قبل صناعتها ما يتيح لـ «الحواج» طلب أشكال ونقوش خاصة.

العدد 4456 - الثلثاء 18 نوفمبر 2014م الموافق 25 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:52 م

      عندي سبحه نادره وقديمه وابحث عن أحد يشتري السبح الثمينه ودا رقم تليفوني00201225730885

اقرأ ايضاً